(سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله، لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير)، فيا أبناء القدس الشجعان، يا أبناء ثورة الأقصى الأبطال، يا رموز المقاومة الأحرار، يا نسور الصمود الأخيار، يا أسود بيت المقدس الكرام، يا عائلات الشهداء والجرحى، المهدمة بيوتهم، أنتم تاج على رءوس قوى التحرر فى العالم، تناضلون من أجل القدس، لأن فدائه الموت، وهو حق الحياة، وحق البقاء، وحق تقرير المصير، وحق بناء دولة فلسطين مستقلة، على حدود 4 حزيران 1967، عاصمتها القدس العربية، وحق الشعب اللاجئ فى الأردن، ومصر، ولبنان، وباقى دول العالم، فى العودة إلى فلسطين، عملاً بالحق التاريخي، والعهد المقدس، والقرار الأممى 194.
ناضلوا، وثوروا، وجاهدوا، وانتصروا، واستمتعوا، بالشهادة الحقيقية، واعلموا أن القدس لن تركع إلا لله، فالشهادة الحقيقية هى شهادتكم، وليست شهادة على فكر الإخوان السقيم، وعقل حماس العقيم.
أيها المجاهدون، المقاومون، الثائرون، البواسل، أيتها الأجنحة البيضاء، التى تطير فى جنان الرحمن، أنتم على صدورنا نجوم تسطع فى سماء فلسطين، طيور تحلق فوق رءوسنا، ناضلتم لوقف العدوان الغادر على القدس، وفق مشاريع إسرائيلية توسعية، تريد تركيع فلسطين، وإذلال القدس، ولكنهما لن يركعا، ولن يسجدا، ولن يذلا، وسيظل الشعب واثقًا بصموده، حتى دحر العدوان، الذى يريد تمشيط الأرض الفلسطينية من مناضليها، ونشطائها، فى الضفة والقدس، من أجل تنفيذ المشروع الصهيونى، التوسعى الغادر، وهو ضم القدس لتبقى "جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل".
أيها المناضلون الحقيقيون فى القدس، بعيدًا عن حماس الإرهابية، التى قسمت البلاد، وحاربت العباد، فلن يبقى الانقسام، الذى صنعه اليهود، وحماس، وستبقى الوحدة فى ميدان القدس الشريف، لدحر العدوان، وإرغامه على الرحيل، وستبقى الثورة والصمود، رغمًا عن أنوف الخائنين (إسرائيل، وحماس)، ويبقى اليتامى، والثكالى، والعذارى، والأرامل، صواريخ، وخناجر، موجهة إلى حناجر الصهيونية العالمية، ومدافع، ورصاص، مصوبة إلى صدر الاحتلال الإسرائيلى، الذى صوب رصاصه، نحو شعب فلسطينى أعزل، أسفر عن استشهاد مئات الآلاف، وعائلات بأكملها، من كبيرها إلى صغيرها، بشيوخها، ونسائها، وأطفالها، قدمت نفسها للشهادة قربانًا، من أجل القدس، الذى سيظل مرفوع الهامة، بفضل رجالاته مرفوعى القامة.
ما يقرب من 50 عامًا من النضال الثورى، والعمل البطولى، والجهاد الحقيقي، فى المقاومة والانتفاضة، بكل أشكالها الممكنة، فكانت خمسون عاما بحق، ثورة مستمرة، برحلة مرة، لطرد الاحتلال، والعزم على الاستقلال، بشرف وشموخ وإجلال، والوقوف بصدور عارية، ضد الضرب العشوائى الغاشم، الذى تكتفى دول العالم بإدانته، وضد التوسع الاستيطانى فى القدس العربية، والضفة الفلسطينية، ورحيل المستوطنات، والمستوطنين، للتأكيد على حق الشعب الفلسطينى، بفك الحصار الظالم، وحقه فى الحياة الحرة، بعيدًا عن خيانة حماس، وغدر إسرائيل.
القدس هى عنوان كرامة، ونهضة أمة، وبراءة ذمة، لا بد أن نحمل لوائها، ونستعيد مجدها، ونواصل الكفاح من أجلها، وأهمية تحريرها، لا نريد من يحمل الكلمات المعسولات، التى تدبج بها الخطابات، مثل خطاب الإخوان، وحماس، الكاذب، الخادع، المخادع، يتحدثان عن الجهاد المزعوم ضد الجيش المصرى والدولة، فلا نسمع ولا نرى منهما إلا المهاترات، والمراهقات، والتجاوزات، والتفجيرات، ولولا التدخلات الصهيونية، الحمساوية، القطرية السافرة، لعادت الدماء إلى شرايين الشعب الفلسطيني.
القدس تشعر باليتم، عندما فقدت إحساسها بوجودها، عندما ربطت حماس، وقطر الخائنتان، مصيرهما بوجود رغبة أعداء بيت المقدس، فهانت عليهما الأرض والإنسانية والكرامة.
القدس تحتاج لفرسان شجعان، لقهر العدوان، أمثال صلاح الدين الأيوبى، فيطوى هؤلاء الفرسان السنوات الفائتة، للقهر، والذل، والظلم، والمهانة، ويعيدون للأمة كرامتها، ومجدها، وحضارتها، وريادتها، وإرادة شعبها، فالقيادات الذكية المحنكة، هى التى تضع البلاد فى مواقعها الطبيعية، ونور بصرها وبصيرتها، تضيء الظلام القاتم، فى بحر لجى شديد السواد والعتمة، وعلى هؤلاء الفرسان، وعلى رأسهم فرسان مصر العروبة، تحقيق وحدة أراضيها، فالقدس المكلومة تئن ألما، وتصرخ قهرا، بسقوط أهلها يوميا، بتمادى العهر الصهيونى، والفجر الإسرائيلى، والخيانة الحمساوية.
لابد للموساد أن يعلم أن المقاومة ستظل باقية، كجبل لا يهتز، كشجر السنديان الثابت، كأهرامات مصر العريقة، كسور الصين العظيم، وبرجى (إيفل، والقاهرة)، حتى يرحل المحتل، ويذوب العدوان، كما ذاب عدوان العنصريين البيض، فى جنوب أفريقيا، على شعب متعدد الأعراق والألوان والأديان، ضد حكم عنصرى، عدوانى، جائر، وتحققت إرادة الأمم المتحدة، التى بدأت دولها بفرض عقوبات على النظام التمييزى العنصرى، حتى يتفكك هذا الحكم الظالم، لتقرير مصائرهم بأنفسهم.
على جميع النشطاء، والمجاهدين، والمناضلين، مواصلة النضال، لتقرير مصير فلسطين، وإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف، وأنا على ثقة تامة، أن هذه الجهودات، والمجهودات، على المستويات الثلاثة، المصرية، والإقليمية، والدولية، ستأتى ثمارها بالنصر المؤزر إن شاء الله.
القدس لن يسجد أبدًا إلا لله، مهما تضخم حجم الحقد الصهيوني، والغل اليهودي، والضغينة الإسرائيلية، ومهما كان حجم الدمار على أرض القدس المقدسة، من ظلم، وقتل، وتشريد، فالأرض عروبية المشهد، ثبوتية الجغرافيا، أصولية التاريخ، والمواطن بطل الصمود، والتحدى، والمواجهة.
كل ألوان الحقد، وأنواع الجرائم، ونكبات الحياة، لن تثنى الفلسطينيين المقيمين، والمتشبثين بتراب الأرض، والعرض، والشرف، والكرامة، فكل قطعة محتلة تكون الأغلى، حتى تعود إلى وضعها الطبيعي، ولا بد أن يعود القدس، إلى حضن الأمة، حتى يخرج العدوان الإسرائيلي، وحماس، من سجلات الإجرام البشري، المواطن الفلسطينى وجد ليبقى على هذه الأرض، مادامت الحياة دائمة، ينشدون ويناشدون، (النصر والكرامة، أو الموت والشهادة) .