لا أحد يفهم أزمة اللاجئين أو يحس بهم وبمشكلاتهم، سواء فى عالمنا العربى أو فى العالم الغربى، البعض يحاول والبعض يتظاهر بالوقوف بجانبهم فى أزمتهم، لكن المستقبل أصبح واضحا أنه ليس فى صالحهم تماما، فالنظام اليمينى يزحف للسيطرة على مقاليد الحكم فى العالم بعد أن استقر مطمئنا فى الولايات المتحدة الأمريكية على يد ترامب، وهذا النظام له وجه واضح وشرس ضد اللاجئين فى العالم.
وفى أوروبا تكفى المقارنة بين موقفين لنعرف الألم المقبل الذى سوف يعانى منه اللاجئون هناك، الجميع يتذكر المصورة المجرية بترا لاسزو، التى التقطتها عدسات الكاميرا العام الماضى، وهى تعرقل المهاجرين السوريين على الحدود مع صربيا، هذه المصورة أسقط المدع العام اتهامات تعمدها الاعتداء على لاجئ سورى يحمل ابنه واكتفى بتوجيه تهمة انتهاك السلم العام ضدها.
ومن ناحية أخررى يواجه صحفى تليفزيونى سويدى تهمة تهريب البشر بعد أن ساعد فتى سوريا على الهجرة من اليونان إلى السويد، وهو عمل يعاقب عليه القانون السويدى بالسجن، هذا على الرغم من كون الصحفى صرح بأنه «كان صبيا عمره 15 عاما فى خطر ويحتاج إلى المساعدة».
ومن خلال الموقفين يمكن لنا أن ندرك جيدا كيف ستضيق الدائرة على اللاجئين الذين لا حول لهم ولا قوة، خاصة أن الحرب فى البلاد المقبلين منها وعلى رأسها سوريا لم تضع أوزارها بعد، ومن الواضح أن الأمور سوف تطول، لأن هناك أنظمة كبرى تريد أن ترى العالم مشتعلا لأطول فترة ممكنة.
للمرة المليون نقول لن نحمل أحدا أخطاءنا حتى لو كانوا هم السبب فها بشكل مباشر، فسقوطنا المزرى نحن السبب فيه، ومشكلاتنا التى بلا نهاية علينا أن ننهيها بأيدينا، لكن لكون الجامعة العربية ليس لها دور حقيقى وفعال فإن المشكلات العربية ليس لها نهاية واضحة أو طريق محدد، وسنظل نتمنى أن ينجح الغريب فى احتواء مشكلاتنا وحل قضايانا، ونعتب عليه، إن أساء التصرف أو رفض تقبلنا أو مد يد العون لضعفائنا.
وإن كنت أقول أوروبا بلا قلب فى مواجهة اللاجئين فإن الأولى أن أوجه هذه المقولة لنا نحن العرب المستسلمين للضياع، لأن الحقيقة تؤكد أن قلوبنا ماتت منذ زمن عندما جلسنا نتابع ما يحدث فى العالم العربى من تدمير وتخريب ولم نقدم شيئا يذكر للخروج من هذه الضائقة.
مهما نقول عن الغرب لكن علنا أن نعرف أن الخوف تملكه، وأن دوله تخشى من التطرف أن يدخل إليها، وهذا حقهم على المستوى السياسى، لكن على المستوى الإنسانى لا أعتقد.