أنتظر كمن يشعُر بخيبه الأمل، أن تنطلق رسائل إعلامية مكثفة تُعمق حقيقة انتصار الشعب المصري على نظام "مبارك" حين قام بثورة 25 يناير، وحين قام بثورة 30 يونيو وخلع "مرسي وجماعته الإرهابية" الإنتصار الثاني.
رغم اختلافهما السياسي، اتفقا ضمنيا أن يتجهوا نحو الهلاك بمصر، فلا داعي من انكار الحقائق، والحديث على الشاشات فقط على نوعية من المناقشات التي تخص الأحداث المثارة، أو تلك التي تُعد لصناعة تيارات جدلية بسرعات متفاوته ليشعر بها كم من المشاهدين كبير، وبالتالي الإتفاق على صفقات إعلانية جديدة."في حالة حسن النية".
ما يصل لدرجة اكتشاف خريطة بعض القنوات بسهوله، والتعرف على فقرات "ما قبل وبعد" برنامج رئيسي" يقوده إعلامي غالبا ما يكون اخترق كل الأنظمة السياسية منذ عهد "آل مبارك" وإلى وقتنا الآني، ومازل يجد ما يقوله"، تُفرغ مادة إعلامية خفيفة من حوله، ليتضح أكثر، وتتجلى أفكاره في ذهن المشاهد المتابع، أو الذي يقفز بين القنوات مسرعا، على الأقل تترك نوعيات من برامج "التوك شو" انطباع يأتي من أداء الإعلامي المبالغ فيه.
يحدث.. ويصنعه"صنايعي" الإعداد بالإتفاق مع الإعلامي الذي غالبا ما يكون عاشقا للإثارة، ولوعلى حساب مصداقيته وحقيقة المعلومة المقدمة، وحجمها ومدى تأثيرها، ومن ثم تتضخم أشياء تافهه وتصغر بالضرورة الحقيقة.
مع اطلاق الرسائل الأخطر "من منصات تجهيل وحذف للمنطقة العربية واستباحة ثقافتها، وسحقها، ثم زرع الأفكار من بُعد"، لمتلقي أدمن مواقع التواصل الاجتماعي بشتى صورها، وكون علاقة تواصلية عميقة، يكون التأثير عليه أسهل، "قطرة الماء تثقب الحجر لا بالعنف ولكن بإستمرار التساقط"ــ منقول ــ، وفي زمن قياسي تتشبع آلاف عقول المتلقين المرتقبين بكل ما يُكتب على تلك الصفحات المشتعلة دائما بمواقع التواصل الاجتماعي.
حرب.. بكل ماتحمل الكلمة من معنى على العقول للتحكم في مصائر أكبر كم من الأشخاص، وفي اتجاه معين يتم حشدهم واستخدامهم لمهمات سياسية غالبا ما تكون ضد مصلحة الدولة، ويتضح في ما بعد أثر تراكم تلك الأفكار السلبية أو المتطرفة أو على أقل تقدير الهشه، والتي لا تصلح أن يأخذها البعض منهج للتحليل، أو وجهة نظر يرى بها ما يدور حوله.
وتقع مؤسسات الدولة في أزمة تفكيك تلك الأفكار بطرق غير علمية، على عكس ما يفعل العدو من الجانب الآخر من الحرب، فتبدو مصطنعة وبالية، ومن ثم تفقد مصداقيتها فلا تترك سوى سخرية المتلقى والإصرار على وجود ما تكون وتشكل من أفكار هدامه داخله، بل وتؤسس لها لتستقر.
تتكرر تلك السيناريوهات المضللة نهاية شهر ديسمبر من كل عام "منذ اندلاع ثورة 25 يناير" لإثارة الرأي العام، ولفت نظره بقدوم 25 يناير، الحدث الذي استهلك في تلك الأمور المغرضه، حتى اهترأ وتقلب على كل جوانبه ومازال يستخدم.
لا لشيء سوى أنه يجد طريق ممهد له بعد أن تركت وزارة الثقافة دورها الحقيقي والأصيل في تكوين صناعة ثقافة عامة ودعم المبدعين بكل قوة، بالعمل ووفق استراتيجية ثقافية تقوم على هضم كل ما ينتجه المجتمع المصري، وتحليله، لإعادة بثه في قنوات متعددة المستويات لتضفي طابع يُحدد الماهية الثقافية، ومن ثم التحرك في اتجاه التحضر والرقي الإنساني.
لُعبة يتورط فيها الكثير، من الإعلاميين والمحللين والساسه و..متلقي ينتظر المعالجات المعلبة والوجبات الإعلامية الخفيفة، وبدت أشبه بموسم إعلامي، كأي موسم يُستغل لمكاسب سياسية أومادية.
في ظل برلمان يفقد وجوده من لحظة انقطاع البث المباشر من داخل جلساته ومتابعة المناقشات تحت قبة المجلس المُقر، وفرض تواصل من نوع، "فيديو من دقيقتين يظهر فيه أحد أعضاء مجلس النواب وهو يتحدث عن شيء ما، ثم الرجوع للأستديو ليقول المحلل السياسي رأيه في هذة الفقرة المجتزأه من سياق نجهل طبيعته، ويترتب عليه فرض رأي أحد الساسه ليضيق برأيه مساحة حرية التفكير عند متلقي تعود الكسل.. ومل.
خلاصة: أنتظر من كل مبدع ومثقف وعالم وفنانين وتشكليين وصحفيين وإعلاميين و اتحادات الطلاب الواعية والمستعدة للفهم وإدراك ما يدور حولها، وكل من له شأن ثقافي دخول المعركة بدور تنويري يليق بما لدينا من إبداع وترك بصمة تاريخية في تلك اللحظة.
ورسالتي لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، مُطالبة بقرار جمهوري بدعم الدستور المصري، أن تتشكل هيئة أو مجلس ثقافي أعلى لا تقل أعضاءه عن 50 عضو ليشمل كل التخصصات والتوجهات، حُر، تقوم على إنشاء كل ما يخص المجلس وأهدافه مبدعي ومثقفى مصر دون تدخل من أي جه أمنية أو مؤسسة حكومية، ويتم دعمهم من وزارة الخارجية لمنحهم درجة "سفير" للثقافة في الداخل والخارج.