كيف فشلوا فى محاولة تشويه ثورتنا؟

حاولوا تشويه ثورتنا بأن جعلوها مرة المذاق في أفواهنا لكن ليس كل شيء مر المذاق نلفظه ، فإن كانت مرارتها كطعم العلقم فإننا سنعض عليها بالنواجذ والأفواه لأنه ليس لدينا شيء غيرها ، هل تتخيلون؟، ليس لدينا أي شيء آخر إلا ثورة 25 يناير.. ومطلقا، فالثورة هي الحدث الوحيد الإيجابي والحالم والفعال والمحترم والشريف الذي وقع في بلادنا علي مدار خمسة ثلاثين عاما منذ بدأ المخلوع مبارك يحكم مصر .

في كل المجالات الأخري فشلنا ، في الاقتصاد حصدنا الفشل الذريع وفي التعليم انحدرنا وفي الصحة صرنا مثالا سيئا ، وفي الحياة الاجتماعية تداعينا فبات الذي يجمعنا يتفتت والذي يضمنا يتقوض ، حتي العائلة التي كانت الملاذ الأخير للمجتمع باتت صورة تعلق فوق الحوائط أو توضع في الأدراج تحت ألسنة أجهزة "اللاب توب" التي تلعق "السي دي" تلو "السي دي" وتستقبل "أيموشنات" فيس بوك ، "الإيموشن" تلو "الإيموشن".

لكن الثورة قامت فنجحنا في شيء أخيرا ، نجاح كامل وواضح وجمعي ومختلف ومبهج ومفجر للطاقات وداعم للأمل ، ومقيم للظهور ، وقاصم لظهر الإحباط.

لكل ما سبق لم تسكت جماعات المصالح في بلادنا فقد أدركوا أن معركة التحطيم ستكون أشرس وأقوي وقد توقعوا أنهم كفيلون بها لأنهم متلاعبون بالعقول ويعرفون السر وجوهره ، هكذا ظنوا ...وهكذا خاب الظن.

خاب الظن لأنهم حاولوا "بغشم" واستعجلوا بنشر حملات التشويه والتخوين لكي يكره الناس الثورة باعتبار أنها جلبت لهم الغلاء والتفرق والتشرذم وضياع المصالح وإفقار الأغنياء وضياع المئات والمئات من المشروعات الصغيرة والكبيرة.

خاب الظن لأن إصرارهم البالغ علي التشويه وبضراوة وشراسة غير مسبوقة ذكرنا بما حدث وأرجعنا إلي ما كان ، فتأكد الشباب أنهم كانوا علي حق ، وإلا فلماذا التشويه؟..

حملات التشويه الضارية التي انتشرت أضرت من صنعوها لأنها جعلت الشباب يتخذون موقفا عكسيا ، ويدركون خطورة الأمر ، ويعرفون أن ثورة 25 يناير جعلت أعداءها يلزمون بيوتهم، ويضعون علي أفواههم شرائط لاصقة ، وأنهم لم يعاودوا الكلام كأنهم تعلموه من جديد إلا حينما حلت اللحظة التي اعتبروها مناسبة لخنق تلك الثورة التي يظنونها لعنة تلاحقهم منذ خمس سنوات .

نسي المشوهون أن الناس لا ينسون ثورتهم ، لا ينسون بقاءهم في العراء مشردين في حب بلادهم ، ولا ينسون البقاء في عز البرد وهم مع ذلك لا يشعرون إلا بعز الدفء ، يدركون أنهم أن حاولوا وأصابوا كبد حريتهم للمرة الأولي في ذلك اليوم البعيد الحاني الذي دمر السرطان الذي عشش في جسد الوطن وجعله أشلاء مجردة.

إنه يوم خمسة عشرين يناير الذي كان عيدا للشرطة فلم يعد عيدا لها ، بل بات تنبيها لها وتحذيرا علي أنها إن عادت سنعود ، وإن تغولت فسنضرب ، وإن تطاولت فسنقف لها شامخين ، وفي نفس الوقت بات ذلك اليوم عيدا تاريخيا لكل المصريين.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;