قناة الجزيرة لم تكف عن التحريض وأذاعت بياناً مفبركاً منسوباً لأحد المحامين الأقباط
بعيداً عن قضية المرحوم مجدى مكين التى تنظر أمام النيابة العامة، وطرفاها مواطنان مصريان، واتهام ضابط لا يضير وزارة الداخلية لأنها قدمت آلاف الشهداء والجرحى من أجل الوطن، وكما يقول الإمام الغزالى: «قد يكون فى الجحيم نافذة على الجنة»، نعم فى عزاء مجدى مكين وجدت «زاوية خضراء» وليست «الحمرا» التى اشتهرت بحوادث الفتنة الطائفية، المسلمون يقبلون العزاء أكثر من المسيحيين، شيخ أزهرى يرحب بنيافة الأنبا مكاريوس الذى أتى لزيارة الأسرة، علما بأن الزوجة من المنيا، والصلاة فى اليوم الثالث، وفق التقاليد المسيحية، وأتى بعده نيافة الأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة والزاويا الحمراء، رغم أن الفقيد كاثوليكى، مما يدل على البعد الوطنى والتقارب بين الكنائس، وبعد ذلك قال الأنبا مكاريوس للصحفيين:
«زرناهم للتأكيد على تعاطف الجميع معهم، وباعتبار المتوفى مصريا أهين، ولنعلن رفضنا للإفراط فى استخدام القوة، ولنؤكد أهمية الحياة وحق الإنسان فيها، وأشرنا إلى ثقتنا فى أجهزة الدولة ولا سيما السيد وزير الداخلية شاكرين له سرعة التحرك واتخاذ بعض الإجراءات». وأضاف: «قدمنا باسم الكنيسة القبطية وباسم قداسة البابا تواضروس العزاء لأسرة المتوفى، مؤكدين لهم أن ما يعنينا هو مستقبله الأبدى، فليس مهما كم عاش الإنسان وأين وكيف مات وإنما كيف عاش، وأنه علينا ألا نكف عن طلب الرحمة له من الله»، وفى نفس الوقت زار منزل العائلة نواب الدائرة، وأعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، وشيوخ عدة مساجد من المنطقة، ورجال صحافة وأعلام، وفى لفتة حضارية جاء للعزاء رجال شرطة ومنهم معاون مباحث الزاوية الحمراء.
إلا أن قناة الجزيرة لم تكف عن التحريض، وأذاعت بيانا مفبركا منسوبا لأحد المحامين الأقباط مدعيا أن البيان صادر من البابا، وجاء فية «اتهم الأنبا تواضروس بطريرك المرقسية جماعة الإخوان الإرهابية بقتل وتعذيب الشاب القبطى مجدى مكين والشهير باسم سائق الكارو» للإيقاع بين الأقباط وبين النظام كما فعلوا من قبل فى مذبحة ماسبيرو حين استدرجوا الأقباط لمواجهة مع جيش مصر العظيم».
سمعت هذا الخبر بيانا من قناة الجزيرة نقلا عن أحد المحامين الأقباط، فقمت بالاتصال بـ«أبونا» بولس حليم، المتحدث الرسمى للكنيسة، حول مصداقية هذا الخبر، فرد أبونا بالنفى، فطلبت منة إصدار بيان لتكذيب ذلك، فأصدرت الكنيسة البيان التالى: «بشأن ما تردد ببعض وسائل الإعلام عن تصريحات منسوبة لقداسة البابا تواضروس الثانى بخصوص بعض الأحداث الجارية تعلن الكنيسة بأن قداسة البابا لم يدلِ بأية تصريحات مؤخرا، وتؤكد أن تفعيل القانون هو السبيل الأفضل فى مواجهة القضايا ومعالجة المشكلات، كما تود الكنيسة أن تنوة إلى أنها لم تفوض أى شخص فى الحديث باسمها، فى الإشارة إلى المحامى القبطى الذى نسبت إلية الجزيرة الخبر، وأنها تعبر عن رأيها من خلال قداسة البابا أو المركز الإعلامى فقط.
الأمر الذى أحدث خلطا عند البعض، وكأن البيان الموجة للمحامى القبطى والإخوان موجة لنيافة الأنبا مكاريوس ونيافة الأنبا مارتيروس رغم أن كلاهما جاء بعلم قداسة البابا، وحرصا على التأكيد أن الحادث غير طائفى، وأكرر ما جاء فى كلمة الأنبا مكاريوس: «وباعتبار المتوفى مصريا».
وأود أن أؤكد أيضا الدور الوطنى لنيافة الأنبا مكاريوس، وأذكر بأنه حينما التقى منذ أسابيع بوفد الخارجية الأمريكية، وكيف حاولوا أن يأخذوا منه أى شكوى أو موقف كشهادة على ما يحدث فى المنيا، إلا أن الأسقف الوطنى رفض الحديث فى الموضوع وأكد لهم «أن مواقف الإدارة الأمريكية فى دعم الإخوان والإرهاب تجعلهم ليسوا جديرين بأن يتحدثوا عن حقوق الإنسان». اللهم إنى قد بلغت اللهم فأشهد.