دعونا نتكلم بصراحة، هل لجماعة الإخوان ولاء أصلا لما يسمى الوطن، وهم يسعون إلى أستاذية العالم والفكرة الشمولية الغامضة عن إعادة دولة الخلافة؟ وكيف تتم المصالحة معهم إذن، وعلى أى أساس، إذا كانوا أصلا لا يهتمون بفكرة الوطن، ويتحالفون مع الشيطان لتحقيق مصالح الجماعة؟
الجماعة فى طبقتها الأكثر تطرفا لا تعترف أبدا بأنها على خطأ أو ترتكب الجرائم الدموية فى حق المصريين، وكلمة الوطن غير موجودة فى قاموسها، وفى طبقتها الدولية المعنية بعلاقات الجماعة مع أجهزة الاستخبارات الغربية، تتصرف باعتبارها دولة منفصلة داخل الدولة تنظر لمصالحها فقط، ولو على حساب البلد، الذى ينتمى إليه أعضاؤها، ولذلك هى تسعى من خلال التنظيم الدولى لحلم الجلوس على طاولة مفاوضات مع ممثلى الدولة المصرية برعاية غربية على غرار طاولة المفاوضات السورية.
كم استماتت إدارة أوباما- كلينتون حتى تجعل حلم المصالحة بين الحكومة والإخوان حقيقة، على طريقة المفاوضات بين الفرقاء السوريين التى صممت خريطتها وترعاها فى جنيف، كم حركت ذيولها من المصريين والأجانب حتى يطنطنوا بحديث المصالحة، ويعددوا فى فوائده ومزاياه، وكم تمنت إنشاء طاولة المفاوضات التى تجمع إليها قيادات الإخوان الهاربين ووزراء أو ممثلى الحكومة المصرية، لتعلن للعالم أجمع أن مشروع الفوضى الخاص بالشرق الأوسط لم يفشل فى مصر، وأن السلطة الحاكمة تناطحها سلطة أخرى تحت ولاية غربية.
دعاة المصالحة مع الجماعة، هل يعتبرونها فصيلا إرهابيا أم لا؟ فإذا كانوا يعتبرونها كذلك، فكيف يطالبون بالمصالحة مع الإرهابيين القتلة، وإذا كانوا على غرار إدارة أوباما يعتبرونها مجرد جماعة سياسية، رغم اعتراف قادتها المعلن بدعم الخلايا الإرهابية، فكيف يصفون جرائمها بحق الشعب المصرى؟ وأين حق الشهداء من الجيش والشرطة والمواطنين العزل، الذين راحوا بفعل العمليات الخسيسة للجماعة.
السؤال الآن: هل تمنح الدولة المصرية شرعية جديدة لثعابين الإخوان بعد سقوط غطاء أوباما- هيلارى عنهم، وقدوم ترامب الرافض للإرهاب والإرهابيين؟ هل تعطى الجماعة الإرهابية طوق النجاة لتعود من جديد وتسمم المجتمع المصرى؟
ماذا سنقول لعائلات الشهداء إذن؟ ماذا سنقول للمصريين الذين اكتووا بنار الجماعة الإرهابية ولفظوها، وأعلنوا موتها ووصموها بالعدوة؟ هل ليكم إجابات يا دعاة المصالحة؟