"قصر الشوق والسكرية تخدش الحياء.. ونجيب محفوظ يستحق العقاب" ..هذا ما قاله النائب البرلماني أبو المعاطي مصطفى خلال اجتماع لجنة الشئون الدستوريه والتشريعية بالنواب أمس الاثنين، ولكن الحقيقة التي يجهلها النائب ان وجوده ببرلمان مصر في عام 2016 هو الذي يخدش الحياء، فكيف يكون نائب برلماني يمثل الشعب المصري في الألفية الثالثة وبعد ثورتين، ومازال يفكر بتلك العقلية التي عفا عليها الزمن، والتي لا يفكر بها حتى شخصا لم ينل أي قدر من التعليم، لكنه عشق أعمال الأديب الراحل وعلم جيدا أنها بعيدة كل البعد عن خدش الحياء، كيف في برلمان 2016 يوجد نائب يمثل الشعب ومازال يحارب الفن والأدب إلى هذا الحد، بل ويحارب الأديب المصري الذي حصل على جائزة نوبل العالمية، وأعماله تعد من اعظم الأعمال بتاريخ السينما المصرية والعربية على حد سواء.
إلى متى سنظل نعيش في هذا الظلام وسيظل نواب البرلمان بدلا من أن يناقشوا ما ينفع الشعب البسيط ويساعده على تخطي صعاب الحياة، يلهث خلف خرافات وترهات لا تثمر بشيء منهم من يتحدث عن تأييد ختان الإناث، وضرورة إجراء كشوف عذرية على الفتيات قبل دخولهم الجامعة، وأن الرجال في مصر غير قادرين جنسيا، فهذا كل ما يفكرون به الجنس والعري والعذرية، هذا ما يشغل بال برلمان مصر في عام 2016، ولكن أين الجلسات التي تناقش مشاريع اقتصادية أو تنموية، أو شيئا من هذا القبيل، هل محاكمة نجيب محفوظ بعد وفاته هي التي ستحل أزمات مصر.
الحقيقة أن هذه التصريحات خرجت من اطار الضحك والسخرية إلى إطار الخجل، فكيف يمثل الشعب نواب بهذا التطرف والرجعية، وكيف نصل إلى هذا المستوى المنحدر فكريا، فبدلا من التشجيع على الفن والإبداع وان يكون عندنا نجيب محفوظ آخر أصبحنا نشوه في صورة رموزنا الفنية في عيون الجيل الجديد الذي لم يعاصرهم، بدلا من الحديث عن عظمتهم وقيمتهم،
لكن من الواضح أن حب الظهور أو الشو الإعلامي يتحكم أحيانا في تصريحات النواب، التي أدمنت الأضواء من خلال تصريحات جاهلة فارغة لا يجوز الرد عليها.