أعزاؤنا المناضلون والنشطاء الحقوقيون، نرجو من حضراتكم أن تروا بعض من التضحيات التى يقوم بها بعض أبناء هذا الوطن من القوات المسلحة والشرطة الذين يدفعون حياتهم دفاعًا عن الوطن ودفاعًا عن الشعب المصرى بأكمله، ففى الأيام القليلة الماضية فقدت بعض الأسر المصرية عددًا من أبنائها فى هجمات إرهابية وقعت فى سيناء، بالإضافة إلى من سقطوا مصابين وبعضهم ما زال فى حالة خطيرة. لم يجد أيًا من المتابعين لأنشطة النشطاء أى تعبير للترحم على هؤلاء الشهداء، ولا أدرى ما الأسباب فى عدم التضامن –على أقل تقدير– مع من ضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن.
إن الحقيقة المؤكدة أن عددًا ليس بالقليل من النشطاء يتمتع بمساحات مفتوحة للكتابة فى الصحف المصرية والأجنبية والمواقع الإلكترونية بالإضافة إلى الاستخدام الجيد للسوشيال ميديا كما أن البعض من النشطاء لا يتوقف عن الكتابة والتصريح والتعليق ليل نهار على كل الأحداث سواء داخلية أو خارجية، ونسمع جميعًا كل يوم ما ترددونه دائمًا أن موقفكم من مناصرة قضايا حقوق الإنسان ونبذ العنف وثقافة الكراهية مسألة مبدأ، ولا أعرف لماذا لا ينسحب هذا المبدأ على من ضحى بنفسه فى سبيل القضاء على إرهاب أسود غاشم يستهدف الدولة بأثرها.
لقد كثرت التساؤلات البديهية لدى أى متابع معتدل فى شأن تصرفات النشطاء وتعليقاتهم وبالتالى دوافعهم والتى منها على سبيل المثال وليس الحصر، لماذا لم يخرج أي من السادة المدافعين عن حقوق الإنسان، ليسمّوا ما تواجهه القوات المسلحة والشرطة فى جمهورية مصر العربية باسمه الحقيقي "الإرهاب"، ولماذا تصرون على وصف أفعال جهاز الشرطة بالكامل -فى حالة وقوع أى تجاوز فردى- بكل الصفات بل لا أتجاوز هنا إذا كانت البعض منها يصل للسباب، بينما تتنصلون جميعًا من الاعتراف بالإرهاب الذى يواجه مصر والمجتمع كله وليس القوات المسلحة والشرطة فقط، لماذا لا تترحمون على الشهداء أو تتضامنون مع ضحايا لإرهاب، لماذا لا تشيدون إلا ببعضكم البعض فقط، فالمتابعون لكتاباتكم سواء فى الصحف أو على مواقع التواصل الاجتماعى، يظن أنه ليس هناك شريفًا فى هذا الوطن سوى الجماعة الحقوقية، وتحديدًا المنخرطين فى المنظمات والجمعيات، وأن أى مواطن آخر سواهم مشكوك فى مبادئه وإنسانيته.
أيها السادة النشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان، ألا أحد يعرف الحق غيركم ولا الإنسانية سوى فى وقفاتكم النضالية. نحن حتى الآن لم نعرف لماذا لم يستمر أيًا من مشروعاتكم الحقوقية والنضالية على أجندته ومبدأه بعد توقف تمويله، ولماذا لم تستطيعوا حتى الآن تحقيق الاستدامة فى برامجكم والاستمرار فى دعم القضايا التى تقولون أنكم مؤمنون بها، كم الأموال التى تم إنفاقها على أنشطة فعلية تنفع المواطنين بالنسبة للأموال التى تم الحصول عليها فعليًا، وليس بالسر أن جلسات بعض الموظفين العاملين بالمنظمات والجمعيات لا تخلو من الحديث عن طغيانكم بعدما أصبحتم محتكرين الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان حسب رغبتكم المطلقة وأهدافكم الخفية، وكيف أصبحت التمويلات والموافقات على المشروعات لا تأتى إلا من خلال توصياتكم وموافقاتكم، يتحدثون عن أنكم أصبحتم أنصاف آلهة يتملقكم كل من يرغب فى الحصول على تمويل بالرغم من كل ما ترددونه عن المؤسسية وآلياتها فى إدارة منظماتكم، ومبادئكم التى لا تتجزأ، حتى أصبحت تسعيرة المدافع عن حقوق الإنسان فى أعلى مستوياتها، يتحدثون عن كيف يتوسط بعضكم لبعض لدى الجهات الممولة للحصول على التمويلات والترشيح للجوائز وكيفية إدارة توزيعها بالتناوب
كل تلك التساؤلات والحقائق تجعل ما تدعون إليهم محل شكوك حتى تثبتون العكس إن كان لديكم الشجاعة.