"مولد النور والسرور تجلى كاشف الغم نتخذه وكيلا" هكذا قال الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى في قصيدته عن مولد خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان مولده مشهودا وبعثه الله رحمة للعالمين وأرسله للناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور، فذكرى مولد المصطفى مجمع الأفراح وملتقى الأحباب وذهاب الأحزان.
هل علينا شهر ربيع الأول الذي شهد ولادة أشرف الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والذى كان لولادته تأثير عظيم في مسيرة البشرية وحياة البشر طوال أربعة عشر قرنا من الزمان وسيظل يشرق بنوره على الكون ويرشد بهداه الحائرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، نستقبل ذكرى ميلاد من أفاض الكون بنوره وهديت القلوب بعلمه وطهرت القلوب برسالته.
لا شك أن الحديث عن ذكرى ميلاد صاحب الذكر الرحيم وقرة الاعيان وملجأ الشفعاء ومن أضاء الغيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يغاير كل الأحاديث، فقد قال الحافظ السيوطي رضي الله عنه في كتاب الوسائل في شرح الشمائل: "ما من بيت أو محل أو مسجد قرء فيه مولد النبي صلى الله عليه وسلم إلا حفت الملائكة أهل ذلك البيت أو المحل أو المسجد وصلت على أهل ذلك المكان وعمهم الله بالرحمة والرضوان، واما المطوَّقون بالنور وهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والصافون والحافون والكروبيون أي المسرعون في طاعة الله تعالى فإنهم يصلون على من كان سببا في قراءته".
البعض يعتقد أن الاحتفال بذكرى مولد سيد البشرية "بدعة"، لكنهم لم يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده، ففي يوم سأله أحد الصحابة لماذا يصوم يوم الاثنين، فقال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إنه يحتفى بهذا اليوم قائلا: "لأنه يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه ويوم أموت فيه"، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بيوم مولده فلماذا لا نحتفل نحن به؟.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصه لنشر الإسلام ومعرفة الغرب بنبى الرحمة، الإحتفال بمولده مناسبة لكثرة الصلاة عليه، وللتعبير عن الفرح به صلى الله عليه وسلم كما أمرنا الله تعالى في قوله: " قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا"، فالإحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرصة لكل من غفل قلبه عن ذكر الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم. فلنغتنم تلك الفرصة.