حسب معلوماتى، لم يقل أحد فى التاريخ الإسلامى إن مذهب أبو حنيفة صاحب "الحيل الفقهية" كان أكثر تشددا من مذهب مالك فى المدينة معقل الصحابة والتابعين؛ وحده إسلام بحيرى الذى يرى هذا الأمر بعد خروجه من السجن دون أن يعرف حتى الآن ما الذى سجنه: هل هو لسانه أم المناخ الذى يخشى الآراء المخالفة؟ ورغم عودته للنضال كـ"سجين رأى" زادته التجربة قوة، لم يستطع أن يخفى جراحه وشعوره بالانكسار، فعالج الجرح بسل لسانه على الجميع وكأن التنوير يستدعى كل هذا القدر من الخصومة، أو ربما يتوقف تجديد الفكر عند اتهام البخارى وإلغاء الأزهر؟..هكذا خرج بحيرى من ظلمة السجن إلى ظلام الانتقام.