خطير أن يتوحش «فيس بوك وتويتر» ويتحولان إلى متحكمين فى مصائر العباد وإرهاب المؤسسات
النظرة الأحادية للأمور فى مصر، أصبحت وسيلة التقييم السائدة والمنتشرة حاليا، ويتحكم فى هبوطها وصعودها، المصالح الشخصية، والهوى السياسى، والواسطة والمحسوبية، وليس التقييم الموضوعى المجرد من كل هوى، والاحتكام لنور العقل، ومقدرة البصيرة على الفرز بين الفاسد والمفيد.
وتأسيسا على ذلك، فإن قرار الحكومة برفع الجمارك عن استيراد الدواجن، أثار غضب وصراخ وبكاء تجار ومربين الدواجن، واعتبروه ضربة قوية للصناعة العملاقة التى ستنقذ الاقتصاد المصرى من الانهيار، وستدفع بالتنمية إلى مصاف الدول المتقدمة، وسار خلفهم كالقطيع، «المتعاطفون لاإراديا»، دون تفكير أو تدبير.
وبدأت «آلهة السوشيال ميديا» التعاطى مع الأمر باعتبارهم خبراء، والعالمين ببواطن تربية «الكتاكيت»، وما يحدث من تغيرات بيولوجية داخل «البيض»، ولم يخلُ الأمر من توجيه أصابع الاتهام لعدد من الأشخاص المستفيدين من القرار وحققوا المليارات بين ليلة وضحاها، وبدأ الترويج لهذا الأمر على أنه حقيقة مسلم بها، ولا يقترب منها الباطل من أى اتجاه.
ونظرا لضغط السوشيال ميديا ومافيا «الفراخ» قررت الحكومة تسريب خبر لوسائل الإعلام عن اتجاه الحكومة لإلغاء قرار رفع الجمارك عن «الفراخ» المستوردة، لتنفرج أسارير مافيا «الفراخ» فى مصر، وتزداد قوة وتمكين «آلهة السوشيال ميديا».
الغريب، إننى سألت رئيس الوزراء سؤالا فى حوار مجلس تحرير «انفراد» مع المهندس شريف إسماعيل ووزراء المجموعة الاقتصادية، السبت قبل الماضى، نصه: هل تخشى الحكومة السوشيال ميديا؟ وكانت إجابته قاطعة، بأن الحكومة لا تخاف من السوشيال ميديا، وإنها تعمل وفق ما تراه صحيحا ومفيدا، ولا يمكن لها أن تقبل أن تكون حكومة تمرير الأخطاء.
لكن وبعد تراجع الحكومة عن قرار رفع الجمارك عن «الفراخ» المستوردة، تبين أن الحكومة تخشى وترتعد وترتجف وترتعش من آلهة السوشيال ميديا، وأن هناك «ديوك» أجبرت الحكومة على التراجع وإلغاء قرار إلغاء الجمارك عن «الفراخ»، ليتروكوا مافيا تجار ومربى الدواجن يتحكمون فى الأسواق.
رغم أن مافيا مربى وتجار الدواجن فى مصر، ارتكبوا كل الخطايا فى حق المصريين، من خلال التلاعب فى تربية «الفراخ» بحقنها بهرمونات وعلفها بأقراص منع الحمل، لزيادة أوزانها، دون أى ضمير فى أن هذه الهرمونات والأعلاف تدمر صحة المصريين وإصابتهم بأورام وأمراض خطيرة.
بجانب أيضا رفع الأسعار التى «تحرق» جيوب الغلابة، وتكوى أجسادهم، دون أى رقيب أو حسيب، وهى أمور غريبة وعجيبة، أن تجد متعاطفين مع محتكرين يمارسون كل أنواع التنكيل بالمصريين من تدمير صحتهم إلى حرقهم بنار الأسعار التى يتسابقون فى رفعها بشكل يومى.
الأمر خطير ويدعو للأسى، أن تترسخ فكرة توحش السوشيال ميديا «فيس بوك وتويتر»، ويتحولان إلى متحكمين فى مصائر العباد، وإرهاب المؤسسات الرسمية، دون الوضع فى الاعتبار أن هذا العالم الوهمى، يدفع بمصر للسقوط فى مستنقع الفوضى، ونشر الأكاذيب والشائعات، وتصديق الخرافات، مثل اغتصاب 3 رجال «كلبة».
قرار الحكومة إلغاء الجمارك عن الدواجن المستوردة، كان رائعا وفى صالح المواطن، وأن تراجعها وإلغاءه، خشية السوشيال ميديا ورضوخا «لديوك» المربين وتجار الدواجن، خطأ فادح، وارتباك شديد فى الأداء، وسيزعزع ثقة معظم المصريين فى قرارتها.