أكدنا لقيادات مجلس العموم أن الرهان على الإخوان لعب بالنار وخطر على بريطانيا
أعد الوفد البرلمانى المصرى، كل الأسلحة الفكرية، استعدادًا للقاء أعتى سياسة فى العالم، فهى الأعرق بين نظيرتها فى تجربة الديمقراطية ورسم قواعد اللعبة، لعبة نظام الحكم وضوابطه، فكان لى شرف أن أكون ضمن 11 برلمانيًا مصريًا، توجهوا فى بدايات الأسبوع الماضى إلى العاصمة البريطانية لندن، بناءً على دعوة من مجلس العموم البريطانى للجانب المصرى فى جمعية الصداقة البرلمانية المصرية البريطانية. فقد كان من الضرورى تلبية دعوة أعضاء مجلسى العموم واللوردات البريطانى، فى ظل الجهود الرامية من طرفى جمعية الصداقة لتطوير العلاقة بين البلدين، إضافة لضرورة ملء الفراغات التى تستغلها أطراف وقوى أخرى فى الإضرار بمصالح مصر، داخل أحد أهم مراكز صناعة السياسة الدولية والتأثير فيها.
وقد كانت الزيارة مثمرة لأبعد مدى، حيث عقد الوفد عددًا من اللقاءات الهامة مع تنفيذيين وبرلمانيين ومراكز فكر، حيث كانت أجندة الوفد تحمل عددًا من الموضوعات الرئيسية التى تم تناولها مع أطراف السياسة البريطانية، ومنها مكافحة الهجرة غير الشرعية وأيضًا الإرهاب، فى ظل التهديد المتنامى له على سلم وأمن العالم، وبالذات المحيط الأورومتوسطى، بالإضافة لتصويب الخطاب الدينى الذى تقوده مصر بأزهرها، وانعكاسات ذلك على مجابهة الفكر المتطرف فى كل مكان، ومنها الداخل البريطانى، كما كان الملف الاقتصادى والاستثمارى حاضرًا على الطاولة. استهل الوفد البرلمانى المصرى، زيارته للندن، بلقاء فى مستشفى هامير سميث، مع العالم المصرى، الدكتور ناجى حبيب، أحد أكبر العلماء المتخصصين فى الكبد فى العالم، ودار اللقاء حول كيفية الاستفادة من علماء مصر بالخارج، فى مجال الطب بالذات فى إمكانية الاستفادة مما توصل إليه التطور الطبى فى استخدام الخلايا الجذعية، كما أخذ الوفد المصرى جولة فى مستشفى تشيلسى اند وست منتستر، أحد أهم المستشفيات بلندن، والتابعة لجامعة امبريال ليلتقى بالدكتور المصرى حازم الرفاعى، استشارى المستشفى، وأحد أكبر المتخصصين فى طب النساء والتوليد، وقد تناول الوفد مع إدارة المستشفى، سبل نقل الخبرات فى مجال التأمين الصحى، وإمكانيات الاستفادة القصوى من التجربة البريطانية فى هذا المجال. أما عن لقاءات الوفد البرلمانى المصرى، داخل أروقة البرلمان البريطانى، فقد عقد لقاء فى مجلس العموم البريطانى مع أعضاء من لجنة الإعلام، وقد دار اللقاء حول مستجدات حرية الإعلام فى مصر، والتبادل المعرفى حول التشريعات المنظمة للإعلام فى البلدين، ليأتى اللقاء الأهم داخل البرلمان، حيث كان مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطانى، كريسبين بلانت بناءً على طلبه فى لقاء الوفد المصرى، وقد استعرض بلانت فى بداية الاجتماع تقريره الذى أعده عن نشاط جماعة الإخوان فى بريطانيا، وعن تصوره إزاء ما يسمى بالإسلام السياسى، وأنه لا يمكن أن ينتمى للإخوان فى ظل أنه ملحد وشاذ، وإنما يرى من خلال مشاركته فى اعتصام رابعة أن الشعب المصرى منقسم لفريقين، وأن %50 ينتمى للإخوان، وبالتالى كان يجب أن يبقى الإخوان فى الحكم لأنه تم انتخابهم ديمقراطيًا. وفى تعليقى لبلانت على ما طرحه توجهت له بحديثى بأن هتلر قد انتخب ديمقراطيًا، ورغم ذلك قتل الملايين وتسبب فى كوارث للشعب الألمانى، وأضفت له أن نسبة الإخوان %50 من الشعب المصرى خطأ فادحًا، والدليل على ذلك خلو الشوارع فى 11/11 الماضى، وأكدت له أن الإخوان ليس لديهم غضاضة فى التعامل مع مثلى أو ملحد مثلك لأنهم يتلونون حسب غرضهم، وأنهم يعتنقون المذهب الميكافيلى، واستنكرت له تقريره، واصفًا إياه بالمثير للتعجب بسبب كم المغالطات التى يحتويها، وسألته هل من قيم المجتمع البريطانى حصار المحكمة الدستورية العليا، وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، والاعتداء على المتظاهرين السلميين من مليشيات الإخوان، وأنهيت حديثى بأن الوفد المصرى لم يلبِ دعوته، ويأتون هنا، سوى لتنبيهه من الرهان على الإخوان لأنه لعب بالنار، وهذا خطر على بريطانيا وليس مصر التى تجاوزت خطرهم ومازالت تتعامل فقط مع بقايا جرائمهم.