منذ شهرين تقريبا سافرت فى مهمة عمل إلى العراق، وشاء القدر أن التقى هناك الصحفية والمذيعة الجزائرية الشابة "سميرة مواقى" التى اشتهرت فى الجزائر بتحقيقاتها التليفزيونية الخطيرة والجريئة والتى تحمل طابع المغامرة، وحققت لـ "قناة الشروق الجزائرية" كثيرا من الانجازات.
حيث سبق لسميرة أن قامت برحلتى هجرة غير شرعية، كما دخلت اسبانيا بشكل غير شرعى، وعاشت وعملت فيها لمده شهرين كاملين، ودخلت المغرب بشكل غير شرعى وقبض عليها وهربت، وصدر يحقها حكما بالسجن 20 عاماغيابيا فى الرباط، وعرضت كل ذلك بشكل مهنى ممتاز.
وقد شاء القدر أن يجمعنا انا وسميرة اعمال مشتركة أخذت طابع المغامرة داخل العاصمة العراقية، ورغم أن كل منا كان يعمل بشكل منفرد خاص لؤسسته، إلا اننى بالفعل وجدت نفسى أمام شابة مهنية من الطراز الأول، تشرف أى مؤسسة إعلامية فى العالم أن تعمل تحت لوائها، وأذكر انه قبل أن ننهى رحلتنا بساعات، عرض علينا "هادى العامرى" قائد الحشد الشعبى العراقى، السفر فى مغامرة صحفية إلى الجبهه لنقل جزء من الحرب التى تخوضها القوات العراقية ضد داعش على الطبيعة، وبالفعل وافقنا دون تفكير رغم خطورة المهمة، إلا أن ضيق الوقت و الترتيبات حالات دون إتمام المهمة، وبالفعل ودعتنى سميرة فى اليوم التالى متوجهة إلى الجزائر، وغادرت أنا بغداد بعدها بيوم وأحد، على وعد بالتواصل.
إلا أن المفاجأة اننى بعد يومين من عودتى إلى مصر، اتصلت بى سميرة، واخبرتنى انها قامت بتسفير طاقم الذى كان بصحبتها، وعادت من مطار بغداد لتواصل مغامراتها المجنونة وطلبت السفر إلى الجبهة، وبالفعل نجحت فى الخروج بعدد من التقارير الرائعه والمشوقة من الصفوف الامامية عرضت بشكل حصرى على شاشة القناة الجزائرية.
وبعد أيام من عودتها للجزائر، تلقت سميره دعوة من الحشد الشعبى لتغطية معركة الموصل، ورغم خطورة المهمة وتحذيرات القناة صممت سميرة على خوض المغامرة مره اخرى، وسافرت فى مهمة مهنية خالصة مليئة بالمخاطر (لا علاقة لها بسنة أو شيعه) ودخلت وصورت فى الصفوف الأمامية مره أخرى، إلا سميرة تطرقت فى إحدى تقاريرها من الجبهة إلى نقطة تمثل حساسية لدى البعض، حيث حاولت ان تنفى ما يروح له الإعلام الغربى من تهم تتعلق بقتل وتعذيب الحشد للسنه (فكانت الكارثه) حيث تصيد لها البعض على مواقع التواصل الاجتماعى، تلك النقطة وشنوا حملة ممنهجة اتهمت سميرة بالتشيع، واتهمت القناة بمساندة الحشد الشعبى.
ونسى الجميع كل ما قامته المذيعة الشابة من بطولات، وتعريض حياتها للموت يوميا الف مره من داخل خط النار، من أجل نقل الحقيقة المشاهدين، لتجد الفتاة نفسها فى مواجهة (الموت، وقطاع عريض من الراى العام الجزائرى) دون سبب.
وتحت ضغط من أعداء النجاح، إضطرت سميرة ان إعلان استقالتها من وسط الموصل، لأعفاء القناة من أى حرج، ليخرج الإعلام الجزائرى ونشطاء التواصل الاجتماعي يهللون بستقالة سميرة بدلا من الاحتفاء بها وتكريمها.
الغريب في الأمر أن كل ما تلقاه سميرة من عقاب الآن، لأنها تفوقت ونجحت، وقدمت ما لم يستطيع أن يقدمه رجال
ورغم تأكيد سميرة لى عبر الهاتف، أنها مصممة على الاستقالة وغيرها نادمة، إلا اننى أتعجب من انسياق مؤسسة بحجم (الشروق الجزائرية) وراء حملات مغرضة، جعلت قادتها يلمون سميرة ويهدمون عزيمتها بدلا من الاحتفاء بها وتكريمها
تحياتى صديقتى العزيزة، فمكانك الطبيعى شبكة عالمية تستوعب طاقتك واعمالك التى تستحقين عليها أكبر جائزة إعلامية فى العالم، وليس مكانا تعاقبين فيه على نجاح.
كما أرجو من الأشقاء في الجزائر، عدم الانسياق وراء حملات معرضة، تهدف الى "ذبح سميرة" لا لشيىء سوى انها تميزت، وأتمنى من المسئولين بـ"الشرق" مراجعة مواقفهم من فتاة قدمت ما لم يستطيع أن يقدمة الرجال.