سقوط مافيا الاتجار بالأعضاء فى 9 مستشفيات ومراكز خاصة.. هى فضيحة طبية لمصر بكل المقاييس. فضيحة مدوية تكشف حجم الجريمة التى ارتكبها «سماسرة الدم والموت» ضد المصريين طوال أربعين عاما، وتؤكد حجم الفساد الذى «عشش» فى النظام الصحى فى مصر وراح ضحيته مئات وآلاف من المصريين المساكين.
الفضيحة تنزع الأقنعة الزائفة وتهدم جدار الوهم والخديعة التى عاشها المصريون بعد أن أعلنت الدولة دخول «البزنس والتجارة» فى صحة المصريين، لتتحول بعض مستشفيات مصر إلى «بورصات» لحياة البشر والتجارة فى أعضائهم وأجسادهم تحت ضغط الاحتياج والعوز وتخلت الدولة ورفع «يدها» عن هذه المستشفيات، بعد أن دخل مجال الاستثمار فيها أصحاب النفوذ والسياسة والمال، فغابت الرقابة طواعية وإجبارا.. وتحولت المستشفيات الخاصة إلى «غول» يلتهم كل من يحاول الكشف عن فضائحة أو التفكير فى الرقابة عليه، وأصبحت فوق القانون حتى بات الموت داخل هذه المستشفيات مجرد «حوادث عابرة» وعفوية لا يحاسب عليها أحد يدفع ثمنها «عدا ونقدا» أهالى وأقارب الضحية حتى لو كان الخطأ من المستشفى الخاص.
تحولت بعض المستشفيات الخاصة ليس فقط إلى «مقابر زجاجية ملونة»، بل إلى أسواق للاتجار فى أعضاء الفقراء لصالح أصحاب الأموال من المصريين والعرب والأجانب دون وازع من ضمير من أطباء أقسموا على قسم أبقراط، أبوالطب، قبل مزاولة هذه المهنة الأخلاقية ودون رقابة فاعلة من وزارة الصحة ونقابة الأطباء أو من أجهزة الدولة.
القضية الفضيحة لم تكشف عنها الوزارة «النايمة فى العسل»، ولا النقابة المشغولة بـ«النشاط السياسى»، وافتعال الأزمات مع الدولة بعيدا عن صحة المصريين. فالتحية الواجبة هنا لهيئة الرقابة الإدارية المسؤول الأول الآن فى مصر لمحاربة ومواجهة الفساد فى كل مكان بما فى ذلك وزارة الصحة نفسها. ولن أصدق أن التحرك من الرقابة الإدارية منذ أكثر من 6 شهور جاء بناء على بلاغ من وزارة الصحة. فالوزارة مخترقة من الأساس من أصحاب النفوس المريضة والأموال لها فعل السحر..!
هل القضية فرصة تنتهزها الدولة لفتح ملف المستشفيات الخاصة فى مصر وجرائمها و«بلاويها» وإصلاح الخلل الرهيب فى معادلة الطب فى مصر.. هل من المعقول والمقبول والمنطقى يا سادة يا حكام، وفى دولة فقيرة مثل مصر يتفوق فيها عدد المستشفيات الخاصة عن المستتشفيات الحكومية، هل يعقل أن يكون لدينا حوالى 930 مستشفى ومركزا طبيا خاصا، فى المقابل كل المستشفيات التابعة للحكومة لا تتعدى 630 مستشفى.. أنقذوووووونا!