أنتظر كل ثلاثة شهور، موعدى مع مكتبة الإسكندرية، ممثلة فى مجلتها الرائعة «ذاكرة مصر»، برئاسة تحرير الدكتور خالد عزب.
صدر العدد الأول منها، فى شهر أكتوبر 2009، بهدف إعادة كتابة التاريخ المصرى ببساطة تجذب الجمهور لقراءته، وإتاحة الفرصة لشباب الباحثين الجادين، وصدقت المجلة فى هذا على مدى 27 عددا صدرت لها، وعلى صفحاتها عرفنا باحثين جدد فى مجال الدراسات التاريخية، وقرأنا موضوعات مدققة تاريخيا بأسلوب سهل ومزينة بصور موضوعية كلما توفرت، كما نجد فى كل عدد إعلانات قديمة عن بيع وشراء السلع، وعرض أفلام سينمائية، وتعطينا هذه الإعلانات صورة دقيقة عن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لزمنها.
فى إطلالة سريعة على العدد الجديد من «ذاكرة مصر» سنجد موضوعات لها جاذبية خاصة، كدراسات عن مدن لم تنل الاهتمام الذى يليق بها، وعنها يقدم الدكتور حسين عبدالبصير، دراسة بعنوان «أسرار وكنوز الواحات البحرية» بما تشمله من تاريخ وآثار ومقابر وقصور ومعابد وموميات ذهبية، كما يكتب الدكتور فكرى حسن، عن «مصر فى ذاكرة العالم»، وهى دراسة تاريخية ثقافية مهمة توضح مدى ثبات «مصر الفرعونية القديمة ثقافيا بدرجة وحضاريا بدرجة فى كل المراحل التى انتقلت فيها مصر من حالة إلى حالة ومن حضارة إلى أخرى، وتقدم دراسة عن تاريخ»، مدينة الفرما فى سيناء «للدكتور سامى صالح عبدالمالك البياضى، وعن الأمكنة أيضا تقدم» مقاهى نجيب محفوظ لـ«رشدى الذاودى» و«مكتبة الأمير فاروق بأسيوط» لأحمد عبدالعاطى الأثرى، وهناك الملف الخاص عن «الطفولة فى مصر القديمة».
تقدم المجلة دراسة مهمة وعميقة وجديدة، أعدتها «رحاب الدماطى» بعنوان «دور التدخين فى الحياة الاجتماعية فى مصر فى القرن الثالث عشر الهجرى - التاسع عشر الميلادى»، وعن «نعوم شبيب، رائد العمارة الحديثة فى مصر» يكتب الدكتور إسلام حجازى عن «أهم المهندسين الذين سبقوا عصرهم فى مجال العمران، ونادوا بتحرر علم وفن العمارة المصرية من القيود التقليدية والاتجاه بها نحو مزيد من خطوات الحداثة» فهو الذى شيد أول ناطحة سحاب فى سماء القاهرة عام 1954 بـ22 طابقا وارتفاع 76 مترا، وفى نفس العام صمم «برج القاهرة»، وشيد مبنى جريدة الأهرام الجديد عام 1962، وفى مجال السينما تعيد المجلة نشر مقال مدهش كتبه المخرج محمد كريم عن قصته مع إخراج فيلم «زينب» الذى بدأ عرضه يوم 9 أبريل 1930 كفيلم صامت.