ارتكب الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن، ورئيس الحكومة البريطانية، تونى بلير، جريمة احتلال العراق وتمزيقه، وبعد الجريمة بسنوات ظهر زيف الأسباب، التى استند الاثنان عليها.
وقبل شهور اعتذر بلير صراحة عما حدث فى العراق، وقال إنه بنى موقفه بتصميمه على إسقاط رئيسها صدام حسين، وفقا لمعلومات غير صحيحة، اتهمت صدام بأن فى حوزته أسلحة دمار شامل.
تمزقت العراق ودخلت فى نفق مظلم أدى إلى ما نشاهده الآن فى سوريا، وبالرغم من ذلك لم يخضع بوش وبلير لأى محاسبة دولية بالرغم من إجرامهما فى حق الإنسانية، فأدى ذلك إلى تشجيع آخرين بأن يجعلوا العالم غابة يتحكمون فيها كيفما شاءوا، وسوريا نموذجًا.
بعد تحرير معظم أحياء حلب الشرقية، ظهرت مخازن أسلحة الإرهابيين فى هذه الأحياء ومنها صناديق تحتوى على صواريخ «غراد» استيراد من بلغاريا، وفقا لما نقلت فضائية الميادين فى زيارة ميدانية إلى أحد هذه المخازن.
فى 28 سبتمبر الماضى نقلت وكالة رويتر للأنباء عن مصادر فى المعارضة السورية، أن دولا أجنبية زودت مقاتلى المعارضة براجمات غراد سطح من طراز لم يحصلوا عليه من قبل، ردا على دعم روسيا للجيش العربى السورى فى معاركه بحلب، وقدرت هذه المصادر الكميات، التى حصلوا عليها بـ«الممتازة» وأن مداها يصل إلى 22 و40 كيلو مترًا.
من أدخل هذا السلاح ؟، وما هى الأطراف الدولية، التى قامت باستيراده ودفع ثمنه وشحنه إلى سوريا؟، بالطبع فإن السلاح يدخل سوريا منذ بداية الأزمة قبل 4 سنوات تقريبًا، لكن الذين أدخلوه كانوا يعيشون على وهم، بأن القصة لن تستغرق أكثر من شهور قليلة، ويسقط نظام بشار الأسد.
ولم يمض السيناريو وفقا لهذه الأمنية، لكن النتيجة الكارثية تمثلت فى سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وهجرة ملايين إلى الخارج، فهل يتم محاكمة، الذين أدخلوا السلاح إلى الإرهابيين وارتكبوا جرائمهم بحق الشعب السورى باعتبارهم مسؤولين عن هذه الكارثة؟
قبل أسابيع تحدث وزير خارجية قطر صراحة عن أن حكومته تفعل ذلك، وأمامنا صناديق معبأ فيها صواريخ محدد عليها جهة الاستيراد، وكلها قرائن تكشف وبوضوح المسؤولين عن هذه الجريمة، ولو أراد العالم هزيمة الإرهاب بحق فلابد له من جمع هذه القرائن لإجراء محاكمة لكل الذين تورطوا فى هذه الأزمة بعد أن تصمت المدافع.