كان الجميع مذهولاً مندهشًا، كيف يتم التوصل إلى الإرهابى محمود شفيق الذى ارتكب فاجعة الكنيسة البطرسية فى هذا الوقت القياسى؟
الذهنية التآمرية التشكيكية التخريبية الهدامة لجأت إلى الحل الأقذر، وادعت بكل فجاجة وقذارة أن الأمر مفبرك، وأن وزارة الداخلية أرادت أن تحقق نصرا سريعا فلجأت إلى اختلاق سيناريو التفجير، بل ادعى البعض أنها نسبته زورا إلى الإرهابى الهالك، واتسعت دائرة التشكيك حتى شمل الجميع، ولم يكن مفاجئًا أن يدعى بعض من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين كذبا أن هناك جهات رسمية متورطة فى الأمر، وهو أمر متوقع، أما أن يردد هذه الأكاذيب بعض من غير المحسوبين على الجماعة رغبة فى الشهرة واتباعا لمبدأ «خالف تعرف»، فهو الأمر غير المفهوم.
ولم يتوقف المشككون عند هذا الحد، بل تمادوا إلى أبعد من هذا بكثير، بداية من التساؤل حول كيفية اختراق «رجل» مكانا مخصصا للنساء، وحتى الادعاء بتزوير صورة الإرهابى لأنها ظهرت مرة ممزقة ومرة سليمة، وغير هذا من عشرات التشكيكات التى زرعت الفتنة وجعلت الكثير من أهالى الضحايا فى حيرة من أمرهم، كما أوقدت نار الغضب بين صفوف الشباب المسيحى، والغريب أنه بعد ظهور الحقائق واحدة بعد واحدة لم يكلف أحد نفسه بالاعتذار فى تواضع مثلما شكك فى وقاحة.
إننى أرفع القبعة تحية وإجلالا لرجال البحث الجنائى الذى حققوا رقما قياسيا فى سرعة التعرف على الجانى، وحولوا الفاجعة المؤلمة إلى نصر واضح على الإرهاب ليسهم عملهم الجاد فى رفع الحالة المعنوية للشعب المصرى كله، يشاركهم فى هذا النصر العديد من مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة «الأمن الوطنى» التى بذلت جهدا كبيرا فى تحديد الجانى والتعرف عليه بطريقة معجزة ثم مجهودها للتأكد من صحة نتائج البحث الجنائى بالكشف عن الحامض النووى لأهل القاتل، ثم تتبع آثار القاتل والعصابة التى اشتركت معه فى إجرامه، كل هذا فى وقت قياسى، قبل أن ندفن الضحايا، وقبل أن تبرد الدموع، وقبل أن تجف الأقلام المسموسة التى نهشت فى مجهود أبطال مصر.
يا رجال البحث الجنائى والأمن الوطنى.. لقد أثبتم بهذه القضية أنكم فخر مصر وعزها، وأنكم من أشرف شرفائها، وأنكم الحقيقة ودونكم الأوهام، دمتم لمصر ودامت لكل مخلص مجتهد مثابر.