هل سيصبح الدواء حكرًا على الأغنياء! البديل هو سياسة ناجحة لحل أزمة نقص الدواء المصري؛ هو شعار لابد أن يرفعه جموع الشعب خلال الفترة الحالية، بعد اختفاء معظم الدواء من السوق حتى بعد ارتفاع سعره.
في الأونة الأخيرة اختفت مئات الأصناف من الدواء المصري من السوق؛ بسبب الارتفاع الهيستيري لسعر الدولار، وعدم القدرة على استيراد المواد الخام اللازمة لصناعة الدواء، حيث تستورد مصر 95% من المواد الخام المصنعة للدواء ومواد التعبئة من الخارج.
اختفاء معظم الأدوية من السوق، ولم يقتصر الأمر علي أدويه الحموضة أو الملينات، بل وصل الأمر إلى الأدوية الحيوية مثل أدوية "السكر والضغط والأورام والفيروسات الكبدية وغيرها"؛ مما زاد معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، وأيضًا اختفاء المحاليل الطبية والأنسولين وألبان الأطفال والمستلزمات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية.
شهدت السوق المصرية نقصًا في 250 صنفًا، من بينها "أدوية المضادات الحيوية والفيتامينات وأدويه العيون والسكر وضغط الدم والجلطات والاكتئاب والحساسية والمحاليل الطبية والملينات وأدوية القيء للأطفال وبعض أدوية الحموضة"، وكل هذا بالرغم من زيادة سعر الدواء، حيث تم رفع أسعار الأدوية التي يقل سعرها عن 30جنيهًا بنسبه 20%، لكنّ هذا القرار لم يحدث أثرًا على توفير الأصناف الناقصة في السوق بل ازدادت أعداد النواقص.
ما السبب وراء أزمه نقص الدواء في مصر؟.. الدواء المصري مهدد بالانقراض، هل السبب هو نقص ثقافة المريض بسياسة البديل أم سياسة شركات أم تدهور الاقتصاد وسوء إدارة الأزمة.
نحن نعلم جيدًا أن السبب الرئيسي هو تدهور الاقتصاد وارتفاع سعر الدولار، ولكن لماذا نهمل سببًا هامًا أيضًا وهو نقص ثقافة المريض ببدائل الدواء الذي تعاني السوق المصرية من نقص فيه وإصراره على الحصول على نفس الدواء الموصوف من جانب الطبيب المعالج دون الخضوع لتعليمات الطبيب الصيدلي، مع العلم أنه الخبير الأول بالدواء لاستخدام البديل؛ وذلك يسبب ما يسمي بالنقص الوهمي للدواء؛ لأن الدواء موجود ولكن باسم مختلف وهو البديل فمثلاً يوثيروكس 100 مجم هو مثيل الالتروكسين الذي يستخدم لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية، فلابد للمريض من الاتجاه إلى شراء البديل عند نقص الدواء واتباع تعليمات الصيدلي.
وأيضا يجب تطبيق سياسه الاسم العلمي لحل هذه الأزمة وتطوير المصانع والسماح بتسجيل عدد أكبر من الأدوية. نريد حلاً سريعًا للأزمة بالسوق؛ لأن الدواء ليس بطعام أو اسطوانة غاز؛ فالدواء هو حياه إنسان فما ذنب المريض الفقير الذي لا يجد الدواء ولا يستطيع شراء الأدوية المستوردة، فهل سيصبح الدواء حكرًا على الأغنياء؟