مع تولى الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، الرئاسة، نشطت الدبلوماسية المصرية حتى تمت إعادة العلاقات كاملة مع الدول العربية، ومن بينها سوريا.
لكن الدبلوماسية الشعبية لعبت دورا مهما فى عودة العلاقة بين البلدين الشقيقين بعد القطيعة.. فكيف حدث ذلك؟
أثناء مشاركة وفد المحامين المصريين، برئاسة الراحل الجليل أحمد الخواجة نقيب المحامين، فى مؤتمر اتحاد المحامين العرب، وكانت العلاقات مقطوعة بين دمشق والقاهرة بسبب اتفاقية كامب دفيد، وأثناء المؤتمر طلب الرئيس الراحل حافظ الأسد من المرحوم أحمد الخواجة، أن يلتقى بالوفد المصرى، خاصة الشباب، بعد هتافهم فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بشعارات وهتافات مؤيدة لتنظيم ثورة مصر وبوحدة مصر وسوريا، ورفضهم كامب ديفيد، واستقبلت الوفود العربية المشاركة هذه الهتافات بتصفيق مدوى، وقاد هذا الهتاف الصديق جمال فهمى الكاتب الصحفى الآن.
كان الرئيس الأسد- كما يذكر الصديق المحامى عمر حجاج- ودودا ومرحبا بشباب مصر، وفخورا بهم وكان حبه لمصر لا تخطئه مشاعره وكلماته، وبدأ أحمد الخواجة ينتقد قطع العلاقات بين دمشق والقاهرة والرئيس الأسد يتابع ما يقوله باهتمام، وسأل الرئيس الأسد المرحوم الخواجة وهو يمازحه، هل الشباب وأنت يا أخ أحمد تقدروا تقولوا هذا فى مصر فى وجود مبارك؟ أجاب الخواجة بابسامته المعهودة، والله تقدر تسأله- أى الرئيس مبارك- وبجوار حضرتك التليفون اتصل بيه، ضحك الأسد ببراءة على طريقته وضحك الجميع، وقال الرئيس الأسد ما انت عارف يا أخ أحمد العلاقات مقطوعة، وانتهز المرحوم الخواجة الفرصة، واستأذن من الرئيس اﻷسد أن يسمح له بالاتصال بالرئيس مبارك على التليفون الخاص بالأسد، وأذن له الرئيس السورى، وبدأت المكالمة ورد الدكتور أسامة الباز على الخواجة، الذى قال له بعد الترحيب والسؤال عن الأحوال»، د. أسامة أنا بجوار الرئيس الأسد وعاوز أكلم الرئيس مبارك، وقال له الباز انتظر: «ثم تم تحويل الخط بين الخواجة ومبارك، وبمجرد أن بدأ الحديث بينهما فاجأة الخواجة، وقال له:«سيادة الرئيس معك الرئيس الأسد، وسلم سماعة التليفون للرئيس حافظ».
كان هذا أول اتصال بين الرئيسين، وكان هذا الاتصال بداية لعودة العلاقات بين دمشق والقاهرة، وفى نهاية اللقاء أمر الرئيس السورى بطائرة خاصة لعودة شباب المحامين المصريين، وكانت هذه أول طائرة سورية تهبط مطار القاهرة منذ 13 سنة.