بدأت القصة منذ يوم 5 ديسمبر هذا الشهر عندما أرسل الدكتور رضا حجازي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم العام فاكسا إلي المديريات التعليمية المختلفة ليحثهم علي وضع امتحانات مدارس اللغات باللغة التي درسوها إنجليزية أو فرنسية الأمر الذي أدي إلي غضب أولياء الأمور بعد أن اعتاد أبنائهم علي الامتحان باللغة العربية طيلة الأعوام السابقة ولكن الوزير لم يستمع إلي صرخاتهم وأكد أن القرار ليس بجديد ولكنه صدر في عام 2014 في عهد الوزير السابق ولم يعلم الوزير أن القانون لم يكن مفعلا وسمحت الوزارة للطلاب بأداء امتحانات مادتين يتم اختيارهم باللغة العربية نظرا لعدم وجود معلمين لغة إنجليزية أكفاء بالمحافظات النائية مما اضطر بعض أولياء الأمور إلي إعطاء أبنائهم دروسا خصوصية في محافظات القاهرة والجيزة و6 أكتوبر .
وعند لجوء الأهالي إلي أعضاء البرلمان لاحظوا أنهم مؤيدون لموقف الوزير بدون النظر إلي أبعاد المشكلة أو خطورتها ليكتشفوا أنهم بين مطرقة الوزير وسندان البرلمان فهم يعلمون جيدا أن القرار صائب وصحيح ولا أحد يشكك فيه بل اعتراضهم كان علي توقيته وظروفه وملابساته في الوقت الحالي ولكني أسأل بعض الأسئلة التي أظن أنها مشروعة.
لماذا يدفع الطلاب وأولياء أمورهم مسئولية عدم تطبيق القانون خلال الأعوام الماضية ؟
وكيف يصدر الوزير مثل هذا القرار دون أن يعلم جيدا أن بعض المدارس ليس بها كتب لغة إنجليزية أو معلمين أكفاء؟
ففي أي شئ يمتحن الطلاب خصوصا بعد انتهاء الفصل الدراسي الاول ؟
والسؤال الأكبر والأهم هو إذا كنت تريد أن تُفعّل القانون بحذافيره فلقد توليت الوزارة العام الماضي ولم تقم بتطبيقه عاما كاملا وعند تطبيقه هذا العام أصدرت القرار بعد منتصف العام وهنا فأنت أول من نلقي عليه اللوم في عدم تطبيق هذا القرار.
طوال الأيام الماضية وصلتنى استغاثات أولياء الأمور وسمعت منهم ردود الأفعال و اكتشفت مهازل كبري ،فهناك من أكد لي أن أبناءه لا يستطيعون استكمال هذا العام بتلك الطريقة وسوف يقومون بتأجيله للعام القادم وسيتسبب ذلك القرار في ضياع عام كامل من أعمارهم الدراسية ومنهم من قال إنه سيتوجه إلي محامي لرفع دعوي قضائية ضد الوزير ولكنه اكتشف أن محكمة القضاء الإداري من الممكن أن توجله لعدة شهور ويكون الطلاب قد أدوا الامتحانات بالفعل ومنهم من يريد التظاهر كما حدث بالفعل أمام الوزارة أول أمس وأمس في المحافظات المختلفة ولكنهم لم يعرفوا أو يحددوا بعد ،هل ستأتي هذه الأفعال بنتيجة أم لا ؟
أعلم تماما أن الدكتور الهلالي الشربيني يتابع جيدا ردود أفعال القرار بعد تعليماته السرية لوكلاء الوزارات بإعداد تقارير بما يحدث يوميا نتيجة اتخاذ القرار فبدلا من احتواء الأزمة يخرج علينا بيان يؤكد مد تحويلات طلاب اللغات إلي أقرب مدرسة لغة عربية ،فمن قال له إن أولياء الأمور يريدون المد وإلي من يستمع الوزير؟
لا أريد أن أنتقد القرار ولكن لابد من معالجة الأخطاء السابقة وتهيئة المناخ الجيد ومتطلبات الطلاب ثم إصدار مثل هذا القرار منذ بداية العام القادم وحينها سيكون القرار الصائب في الوقت المناسب ويقدرك ويشجعك عليه الجميع ،وأخيرا أصلحوا المدارس ووفروا المعلمين الأكفاء والكتب المناسبة وحينها أقول لا تُعرّبوا امتحانات مدارس اللغات التجريبية .