لسنا ضد "حرية الإعلام"، لكننا ضد "الإعلام المبتذل".. و"اللا مسئول"، والذى لا يعرف الفرق بين "الدفاع عن الوطن"، و"هدم كيان الوطن".. نحن ضد إعلام "التمويل الخفى" و"التحريض على أمن الوطن" و"العبث بمقدرات البلاد".. ضد إعلام يسعى لنشر "الرذيلة" وتسييد مفاهيم "غريبة" عن مجتمعنا، وأبعد ما تكون عن ديننا، وأخلاقنا.
نرفض إعلاما، جل مهمته "إفساد عقول الشباب"، و"ضرب الثوابت"، و"تغييب الإنسان" عن متابعة شئون وطنه، ومجتمعه، وإبعاده عن "جادة الصواب".. و"الطريق المستقيم".. إعلام يستلب عقول الناس، ويدغدغ مشاعرهم، بعبارات كاذبة، وادعاءات مغرضة.
نرفض إعلام "الردح المبتذل" و"الحوارات الهابطة" و"تصدير أصحاب الفن الرخيص" و"تجاهل النبلاء والعلماء من المخلصين".. حتى صارت الراقصة "نموذجا" والمطرب الفاشل "مثلا"، والبلطجى "قدوة".. فانقلبت المفاهيم فى عقول الشباب، فضل الكثيرون منهم طريق الحق، بعد أن ساروا فى طريق الإعلام "الخطأ".
لا نقبل إعلام "الفتاوى الخربة" و"تشويه الرموز الدينية والوطنية" و"إعلام الجن والعفاريت"، و"حروب المشايخ على حساب الدين الصحيح"، وبدلا من أن نحسن إدارة إعلامنا، تركناه يفتح أبوابه واسعة، لمعارك من نوع غريب، مثل معركة "المهدى المنتظر" وموقعة "المسيخ الدجال".. و"عالم السحر المثير" وهى معارك، تذهب بعقول المصريين بعيدا عن قضايا وطنهم، ومجتمعهم.
نرفض إعلام "الرقص على الحبال"، و"العبث بالمشاعر"، و"خلط الأوراق" و"تضليل المواطنين".. "إعلام سقوط المعايير الإعلامية".. و"تغييب الحقيقة" بتضليل الناس، والبعد عن الحرفية، بعد أن راح صانعوه يعزفون على وتر "التغييب الدائم للمجتمع".
لا نقبل بإعلام، جل همه "قلب الصورة" و"وأد الحقيقة" و"ضرب الأمن القومى فى مقتل".. إعلام يتجرأ على جيش مصر، لا يصب أبدا فى "المسار الوطنى" وإعلام يلعب دور المحرض، ونقل الأكاذيب، لا يراعى أبدا حقائق الواقع، ويتجاوز قدسية الوطن، وما يحيق به من مخاطر كبرى فى تلك المرحلة الفاصلة.
إعلام كل همه "إفساد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد".. و"نسف العلاقة بين بلدان العرب الشقيقة"، وإهالة التراب على كل منجز، ولا يرى غير الصورة السوداوية.. إعلام هذا دأبه، لا يستحق التواجد على الأرض المصرية.. والمحصلة الوحيدة تكمن فى أنه بغياب الحرفية، والأمانة عن الإعلام، وضياع المصداقية، ضاعت قيم عليا، ومثل كبرى، فالإعلام قاطرة الوطن، إن ضل، ضل معه المجتمع بأسره، وإن صلح، أسهم فى الحفاظ على بنيانه.
بعض الإعلاميين- وأقصد على العموم الإعلام بكل أفرعه- يستخدمون التراشق "منهجا" والبذاءة "سلوكا".. بعضهم صنع من نفسه "موجها" و"قائدا"، وكأنه ملك الدولة وما فيها، فغابت الحقائق، وتبدلت المواقع، وبات الناس حيارى.. لايدركون إلى أين يتجهون، وأية بوصلة تلك، التى يمكن أن تحملهم إلى الطريق القويم.
كل ذلك، وبعض "الدهاقنة" لا يعجبهم أن تسلك الدولة، ومؤسساتها، مسلكا جديدا فى إنقاذ الإعلام من "ورطته" والتصدي، لمن جردوه من "حرفيته" و"قيمه".. يريدون بقاء الحال كما هو عليه.. لأنهم لا ينظرون للإعلام إلا من زاوية ضيقة "مصالحهم.. ومن بعدها الطوفان".. أما الإعلام، الذى يراوح مكانه، فى وقت يشهد فيه العالم "نقلة نوعية" عصرية، للحاق بركب التقدم فى صناعة الإعلام، فهذا مما لا يعنيهم، ولا يلتفتون إليه.
يريدون إبقاء الإعلام على حاله.. يهدم، ويخرب، ويعرقل عجلة التقدم.. يريدون إعلام "السفائف" و"توافه الأمور".. يريدون إعلاما بمقاس "عقولهم المتحجرة".. ولكنها "أمنيات" سوف تذهب مع الريح.. وسيكون قانون الإعلام الجديد، بمثابة الخطوة الأولى، على طريق "وأد الأكاذيب والتصدى للخرافات".. ونهاية "إعلام الخفافيش".. ودون ذلك، لا أمل فى شىء.