أقلعت الطائرة من مدينة سوتشى الروسية، صباح أمس، الأحد، وقبل أن يفك الركاب أحزمة الأمان اختفت الطائرة من على رادارات المراقبة، لتقول المصادر الروسية، إن جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 93 شخصًا فى عداد المتوفين، وأنه لا سبيل لهم للنجاة، فقط بعد دقيقتين فقط من الإقلاع، وقبل أن تبتعد الطائرة عن المطار بل قبل أن تستقر الطائرة فى الجو، كانت قد استقرت فى مياه البحر الأسود، وهو بلا شك حادث «رهيب» وخبر «كئيب» جدير بأن يزعج أى نفس بشرية، وجدير أيضًا بأن يجعل الواحد منحنيًا من الألم وهو يقدم واجب العزاء إلى الشعب الروسى وقيادته.
فى قلب مياه البحر الأسود، يبحث الآن الغواصون عن جثث الضحايا، وهى أجواء شبيهة بالأجواء التى عاشتها مصر، حينما سقطت الطائرة الروسية فى سيناء، غير أنى على يقين بأن سبب سقوط الطائرة ليس أمرًا قابلًا للحسم بسهولة، وفى الحقيقة أيضًا فـإنى قد لمحت شيئًا من «الكِبر» فى تصريحات مسؤولى روسيا الذين أكدوا قبل أى تحقيق أن الطائرة سقطت نتيجة عطل فنى، برغم تأكيدهم على أن الطيار الذى كان يقود الطائرة من أكثر الطيارين احترافية، فما الذى يجعل طيارًا كهذا يقلع بطائرة بها هذا العطل الفنى الجسيم، ولماذا استبعد المسؤولون الروس وجود عمل تخريبى أو إرهابى، برغم أن الطائرة كانت تقل العديد من الشخصيات العسكرية الكبرى؟ أم أن هذا هو سبب النفى السريع؟
فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسى، قال «أستبعد رواية الهجوم تمامًا، فطائرة الدفاع الروسية كانت فى المجال الجوى لروسيا الاتحادية، وهناك لا يمكن وقوع هذا الخطأ»، وللأسف فإن هذا التصريح لا يمنحنا جوابًا شافيًا ولا يقدم أدلة لإقناعنا بأن الطيارة سقطت «قضاء وقدر» فكون الطائرة تقل حوالى 64 فنانًا من فرقة ألكسندروف العسكرية ومراسلين ومصورين يعملون لدى وكالات محلية فى طريق سوريا للاحتفال بمناسبة عيد الميلاد مع القوات الروسية المتمركزة فى سوريا، أمر يدعو إلى الشك فورًا فى وجود عنصر تخريبى فى الطائرة، وفى الحقيقة فإن تفجير الطائرة قبل أن تغادر الأجواء الروسية وقبل أن تصعد إلى الطبقات العليا من الجو أمر جدير بإثارة الشك، لأنه يلقى بظلال الشك حول وجود قنبلة موصولة بشبكة هاتف محمول خشى مفجرها أن يختفى مدى الشبكة إذا ما بعدت الطائرة، وعلى أية حال فإن صياغة الاحتمالات فى ضوء المعلومات المنشورة أمر غاية فى الصعوبة، غير أن الأحداث تؤكد بلا شك أنه ليس للإرهاب «كبير».