فى البداية أنا فى حل من أن ادافع عن الفيديو الذى صوره شادى حسين "مراسل برنامج ابله فاهيتا" والفنان الشاب احمد مالك، عندما قاموا بتوزيع بالونات على افراد الامن مصنوعة من "الواقى الذكري" والذى اعتبروه سخرية من الاجراءات المشددة التى اتخذتها الاجهزة الامنية فى الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير .
الان أحدثك عن شيء أخر اذهب معى للشباب الذين قاموا بعمليات الجماعة البغيضة المعروفة بداعش وقت الانتخابات عندما فجروا الفندق الخاص بالقضاة، وقتها تداولت وسائل الاعلام أن احد هؤلاء الشباب كان أحد المنتمين فكرياً لحزب الدستور الذى أسسه الدكتور محمد البرادعى، أى ضد التيار الاسلامى برمته وعلى العكس منه إلا أن الاوضاع التى عقبت الثلاثون من يونيو رمت به إلى احضان أعداءه فى الماضى وأعداء الوطن .
لم تتضح الصورة بعد ؟.. ما يفعله النظام الحاكم منذ 30 يونيو وحتى الان هو اغلاق المجال السياسى أمام الشباب الذى حلم بالتغير فى يناير 2011، من خلال قانون التظاهر الغير دستورى والذى جرم أمام الشباب حرية التعبير عن الرأى وهذا يأتى إلى جانب الحملات الممنهجة التى تمارسها وسائل الاعلام ضد الشباب وأحلامهم بل ضد فكرة التغير السلمى التى حلموا بها فى يناير .
دائماً أنا على يقين أن محاربة الاحلام تنتهى بكوابيس، فإغلاق مجال التعبير السلمى أمام الشباب لا يمكن أن يجنى سوى وسائل عنيفة فالتعبير، وهذا ليس بجديد على العالم وخصوصا فى البلدان التى تقوم بها ثورات أو يكون لدى فئة بداخلها مطالب ثم تحارب من قبل النظام الحاكم المتمسك بالماضى، انظر الى تجربة نيلسون مانديلا فى جنوب أفريقيا حيث بدأ فى عام 1952 من خلال افكار ألمهاتما غاندى التى تؤمن باللاعنف وبعد ثلاثة سنوات من الاعتقال والقمع لحزبه وأفكاره ضد التميز العنصرى وفى عام 1955 بدأ مانديلا بالمطالبة بحمل السلاح .
حتى الان لا تزال غاضب من الفيديو الخادش لحيائك الذى قام به شادى وزميله مالك، وقح فعلهم لا اختلف معك واعترف مالك بهذا، لكن وقاحة الفعل لم تأتى من فراغ، وقاحة الفعل جاءت رد فعل على سلطة خنقت المجال العام أمام كل من يريد التعبير عن رأيه وأعود معك لأخر تظاهره سلمية تبناها الشباب المنتمين ليناير والتى كانت أمام مجلس الشورى للإعتراض على أن يتضمن الدستور مادة يحاكم على أساسها المدنيين أمام القضاء العسكرى، فضت الشرطة التظاهرة وألقت القبض على الشباب والبنات، ومن بينهم من لايزال قابع فى السجون حتى الان، عندما كانوا لا ينتهجون الوقاحة قبض عليهم وفضت وقفتهم، وعندما تبنوا الوقاحة هاج المجتمع ضدهم، فما رأيك إذا في من ذهبوا للعمل مع عدو الوطن "داعش" .
فى النهاية انظر معى الى هذا السيناريو.. انت تمسك بشاب فى يدك وتخنق رقبته ..انت تزيد الخناق، فما كان من الشاب إلا أن بصق فى وجهك .. أيعقل أن تحاسب الشاب على انه بصق فى وجهك وتنسى انك كنت تخنقه فى الأساس لا تزيدوا الخناق على الشباب ثم تتعجبوا من رد فعلهم .