المساعدة فى نشر الفساد داخل أروقة الأجهزة الحكومية هو جزء من المؤامرة على مصر
أفهم أن يتم محاربتنا بسلاح واحد، ولكن أن يستخدم أعداؤنا فى الداخل والخارج كل الأسلحة لتوجيه ضربات متتالية ضدنا فإن هذا يندرج تحت بند المؤامرة السوداء، والتى لم يعد هناك شك بأن أعداءنا يستخدمون أقرب الأسلحة لتدمير مصر، وهذا واضح تمامًا من نوعية الحروب التى تشن على مصر منذ 25 يناير 2011، والتى زادت بشكل كبير بعد 30 يونيو 2013، وهو العام الذى تخلصنا فيه من الإخوان ولكن ابتلينا بحروب الإخوان وعملائهم فى الداخل والخارج، ووجدت مؤامرة هذه الجماعة تشجيع كامل من دول مثل تركيا وقطر وأمريكا وبريطانيا، وإذا كنا قد ابتلينا بمرض الإرهاب والإرهابيين والذين استخدموا ضد مصر كل أساليب القتل والتفجير والذبح ووصل الأمر إلى مشاركة الدواعش فى قطع رؤوس أبناء سيناء، وما سلسلة التفجيرات التى نفذتها جماعة داعش فى سيناء ضد جيشنا إلا جزء من المؤامرة الكبرى التى استخدمها الإخوان منذ إسقاط حكم مرشدهم ومندوبهم فى قصر الاتحادية المدعو محمد مرسى.
ويبدو أن هناك نوعًا آخر من الحروب استخدمها الأعداء ضد الدولة المصرية، هو الفساد الذى تحول إلى غول حقيقى يأكل فى جسد الدولة المصرية هذا الفساد الذى يقف وراءه تنظيمات من الفاسدين الذين لا يقلون خطورة على الجسد المصرى من التنظيمات الإرهابية، والسبب أن الفساد والإرهاب هما سلاح فناء أى مجتمع، فإذا كنا نشاهد جثث قتلانا بسبب قنابل الإرهابيين فإن مشاهد الإفساد التى تسببها جماعة الفاسدين لاتقل خطورة عن الإرهاب الذى ضرب البلاد فكل من الفساد والإرهاب يهدف إلى شىء واحد هو إسقاط الدولة المصرية.
قد لا يفهم البعض أن جزءًا من المؤامرة على مصر هو المساعدة فى نشر الفساد داخل أروقة الأجهزة الحكومية، معتمدين أن الفساد سيؤدى فى النهاية إلى نشر حالة من كراهية الوضع الحالى، ولذا فإننى على يقين أن تفشى الفساد بكل الصور من الحصول على رشوة، مرورًا بتدمير كل مقومات البلد هو جزء أصيل من المؤامرة الكبرى على مصر، فالعدو سواء الداخلى أو الخارجى يبدأ قبل أى حروب مباشرة فى نشر الفساد وهدم مقومات المجتمع كله، والحقيقة أن السنوات المقبلة ستشهد مزيدًا من الحرب على الفساد ، خاصة فى مكاتب المحليات ومنافذ خدمة الجمهور، المملوءة بكل ما هو فاسد، وأكثر من مرة كتبت فى هذا المكان، محذرًا من توغل حجم الفساد، وقلت إن سقوط بعض موظفى المحليات، بتهم الفساد لا تعنى أننا نحارب الفساد، ولا تأخذنا عناوين الصحف التى حاولت تصوير الأمر على أنه حرب على الفساد، بمجرد سقوط اثنين أو ثلاثة من موظفى المحليات، بتهم الرشوة، لأن «ما خفى كان أعظم»، وإذا كان سوء الحظ قد أوقع هؤلاء الفاسدين، فإن هناك الآلاف داخل جهاز الدولة، خاصة المحليات تعتبر ما تحصل عليه من رشاوى يومية جزءًا من العمل الوظيفى، وأننا لو قمنا بعمل دراسة سرية عن حجم الفساد داخل المحليات أو إدارات الخدمات فى جهاز الشرطة مثل المرور أو مناطق استخراج البطاقات أو.. أو.. فإننا سنكتشف أن الكثير من الموظفين يخالفون ويحصلون على رشاوى، ويعتبرونها حقًا مكتسبًا، وأخيرًا يجب ألا نظل نستخدم نظرية دعاء الوالدين فى حربنا ضد الفساد، لأن مصر الآن مهزومة بالفساد والإهمال، وكلاهما وجهان لعملة واحدة، وطريقهما واحد هو إضعاف مصر وتحويل الحالة المصرية إلى الحالة المستعصية التى لا تجد من ينقذها فيسهل تدمير البلاد بعد أن خربوا ذمم العباد، وهى الخطوة الأولى لتنفيذ المؤامرة الكبرى ضد مصر.