المصريون أذكياء ويفهمونها قبل أن تطير، لذلك لم يطلبوا أبدا من الحكومات أن تبرر حبها الشديد للمنح والتمويلات القادمة من الخارج، ربما لأنها التجارة الأكثر ربحا منذ اختراع البارود، الأمر لا يحتاج سوى بعض المسميات التى لا تستطيع الدول المانحة أن تقلل من أهميتها مثل «الحملة القومية لمكافحة العفن البنفسجى فى البطاطس» و«البرنامج الوطنى لإنقاذ حناء الشعر»، وتوقع بعض المواطنين أن تنجح هذه الطريقة فى جعلهم أغنياء، فأنشأوا جمعيات كفالة الأيتام وتزويج الأرامل، وكانت النتيجة أن تحولت الحكومة إلى سمسار، وأصبح فعل الخير «سبوبة»، بدليل أننا نكتشف يوميا واقعة تعذيب فى إحدى دور الأيتام، ونسمع كل صباح عن موظف حكومى أصبح مليونيرا.