وزير التموين اللواء على المصيلحى فاجأ الجميع، خلال مؤتمر صحفى بالإسكندرية، بإعلانه عدم وجود أزمة فى السكر، أو بمعنى آخر أن أزمة السكر مفتعلة، إزاى يا سيادة الوزير والسكر ظل لمدة شهرين مختفيا من الأسواق؟ إزاى وسعر كيلو السكر ارتفع من 5 جنيهات حتى تراوح بين 14 و18 جنيها، إن وجد؟ الموضوع محتاج شرح وتفسير.
نعلم بالفعل أننا ننتج %75 من استهلاكنا، سواء من قصب السكر أو من بنجر السكر، كما نعلم أن الـ%25 من نسبة الاستهلاك التى يغطيها الاستيراد، لا يمكن أن تتسبب فى الأحوال العادية بأزمة طاحنة تؤدى إلى غياب المنتج من الأسواق أو إلى حدوث هذا الارتفاع الكبير فى السعر الذى تجاوز مائة بالمائة، وأكاد أسمع أحدهم يقول إن تحرير سعر صرف الدولار يؤدى إلى تضاعف سعر السكر المستورد مائة بالمائة، ولا يمكن أن يتحمل السوق وجود سعرين لمنتج واحد، كما لا يمكن أن يستورد القطاع الخاص طن السكر بما يوازى تسعة أو عشرة آلاف جنيه ليطرحه فى الأسواق بخمسة جنيهات.
وهنا يأتى تفسير مهم لوزير التموين، فمن وجهة نظره أن الأزمة تتمثل فى التوزيع وزيادة الاستهلاك عن المطالب واحتكار المواطنين للسلعة، يقول: «عند ضخ السلع بأسعار مخفضة تحدث تجاوزات وسلوكيات غير أخلاقية نتيجة قيام بعض المواطنين بتخزين السلع، وإعادة ضخها مرة أخرى بأسعار مرتفعة، وهذا يشكل عبئا كبيرا على الدولة، والوزارة كانت تغطى احتياجات السوق بـ70 ألف طن، وتم رفعها إلى 240 ألف طن».
وزير التموين يصدمنا بالحقيقة التى تقول: إن هناك 70 مليون مواطن على بطاقات التموين، مضيفا: «لو كل مواطن أخذ احتياجاته التموينية اللازمة، فلن تكون هناك مشكلة فى السكر»، كما يؤكد أن الوزارة تدفع بقوافل لبيع السكر لتغطية احتياجات المواطنين، بالإضافة إلى ضخ سكر فى المجمعات الاستهلاكية، وتشهد هذه القوافل تدافع المواطنين، وهو ما يترتب عليه حصول المواطنين على أكثر من احتياجاتهم، الأمر الذى يتسبب فى حدوث أزمة من لا شىء وعلى المواطنين أن يغيروا سلوكياتهم الخاطئة.
باختصار وزير التموين عنده حق، وإذا كان استهلاكنا 70 ألف طن، وتم ضخ أربعة أضعاف الكمية فى السوق، ومازالت الأزمة مستمرة ويشعر بها المواطن، فبالتأكيد هناك حاجة غلط، وهناك وسيلة لمواجهة هذا الغلط بردع المتاجرين بأقوات الناس، وتطبيق القوانين الاستثنائية عليهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم ممن يختلقون الأزمات لتحقيق المكاسب الحرام، الرقابة والردع يا حكومة هما جناحا ضبط كل شىء فى البلد.