معظم أحزاب مصر بدون رؤساء أو أعضاء وحبر على الورق فقط فهل لها أن تتحدث باسم مصر؟
يوم السبت الموافق 9 مايو 2015، كتبت مقالًا بعنوان «هل أبوالفتوح وأيمن نور وخالد على وصباحى والنشطاء.. صفوة مصر؟
واليوم وبعد مرور ما يقرب من عامين، أعيد نشر نفس العنوان، للتأكيد على أن نفس الوجوه بنفس سيناريوهات التأجيج، وعشق تصدر المشهد العام، تمارس نفس الأداء، بنفس التفاصيل، وكأن مكتوب على مصر أن تتغير فى كل شىء، ما عدا المعارضة بنفس الوجوه التى عارضت السادات ومبارك والمجلس العسكرى ومرسى وعدلى منصور، وأخيرًا السيسى.
واليوم دعت ما تطلق على نفسها أحزاب كل من الدستور والعدل ومصر الحرية والديمقراطى الاجتماعى والتحالف الاشتراكى والتيار الشعبى المصرى والكرامة، لمؤتمر صحفى لمناقشة تطورات الأوضاع فى مصر، خاصة قضية تيران وصنافير، والقبض على 12 ناشطًا، وهذا المعلن، لكن ما هو غير معلن الترتيب لتأجيج الأوضاع يوم 25 يناير الجارى، والسؤال المعتاد الذى نطرحه دائمًا، معظم هذه الأحزاب اسم على ورق ولا يوجد لها أعضاء أو رؤساء فكيف لها أن تتحدث باسم الشعب المصرى؟
والإجابة على السؤال تتلخص فى أن مينا، موحد القطرين، وخوفو وخفرع ومنكاورع، بناة الأهرامات، ومنتوحتب الثانى، وأحمس، وأمنحتب الثالث، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثانى، ومحمد على، وأحمد عرابى، وسعد زغلول، ومصطفى كامل، وطلعت حرب، وجمال عبدالناصر، وأنور السادات، وخالد محيى الدين، وإبراهيم شكرى، وممتاز نصار، وغيرهم من قائمة طويلة بطول الوطن، كانوا يعلمون أنه سيأتى زمان يعتلى فيه محمد مرسى عرش مصر، ومحمد البرادعى يُلقب بأيقونة الثورة، وعبدالمنعم أبوالفتوح بالثورى الليبرالى، وأيمن نور بالسياسى، وبلال فضل بكاتب الثورة، وعلاء عبدالفتاح بالثورى، وخالد على بالناشط الثورى، وعلاء الأسوانى بأديب ومثقف الثورة، وممدوح حمزة بمهندس الثورة، وحمدين صباحى بالمناضل، وعمرو حمزاوى بالخبير الاستراتيجى، ما قَبِل منهم أحد حكم مصر، أو تصدى للعمل العام من الأساس، وكان انزوى خلف ستائر الزمن، احترامًا وتبجيلًا لقيمة وقامة هذا الوطن، وتقديرًا لقيمة نفسه.
هؤلاء النشطاء، والمتمسحون فى مصطلحات النخبة والصفوة، والخبراء، والمعارضون أرسلتهم السماء فى لحظة غضبها، ليقعدوا لنا فى هذا الزمان، يؤسسون مصانع الشر المنتجة للحقد والغل، والابتزاز السياسى، والتسفيه والتسخيف من كل القرارات والمشروعات والإنجازات التى تتحقق على الأرض.
مصانع الشر أنتجت فوضى وتخريبًا وتدميرًا، ومئات الضحايا، ومعدات تمهيد الطرق أمام الجماعات والتنظيمات الإرهابية لزرع أرض الكنانة بالمتفجرات، والسماح لدويلة مثل قطر بالتدخل السافر فى الشأن الداخلى، ومنح الفرصة لدولة مثل تركيا، الباحثة والمشتاقة لإعادة مجدها المنهار فى دفاتر تاريخها القديم، وتعتبر مصر المفتاح السحرى لتحقيق هذا الأمل، وأن انهيارها يمهد لتحقيق الحلم، وأمريكا التى تخطط لتقطيع أواصر البلاد، فى الوقت الذى تركوا فيه إسرائيل تنعم بكل الاستقرار، وتجنى ثماره من تقدم علمى وتكنولوجى، ونمو اقتصادى كبير.
هل هؤلاء المتصدرون للمشهد العام، بمن فيهم الإعلاميون المنقلبون، يستحقون لقب الصفوة، وهم الباحثون عن المغانم، وأكبر قدر من تورتة السلطة؟
خذ عينة بارزة من صفوة هذا الزمان.. زعيم التيار الشعبى، حمدين صباحى، يرى بعينه التحديات الضخمة التى تواجه الوطن على جميع المستويات، اقتصاديًا، وأمنيًا، ومخاطر تهدد الأمن القومى بمفهومه الشامل، وأعداء متربصين، ولا يجد فى كل هذه التحديات سوى «قانون التظاهر» الذى طالب أكثر من 29 مرة بإلغائه، دون أن يقدم بديلًا واحدًا.
البرادعى وصباحى ورفاقهما من المصابين بمرض التثوراللاإرادى، والنخب البزراميطية، عمالقة كلام، وأقزام أفعال، يعارضون من أجل مصالحهم فقط، وليذهب ملايين المصريين إلى الجحيم!
ولكِ الله يا مصر!