بالرغم من مرور أكثر من 13 عاما على الغزو الأمريكى للعراق، وأكثر من 10 سنوات على إعدامه، مايزال الرئيس العراقى الراحل صدام حسين يمثل أحد الموضوعات الأكثر إثارة، وتظهر المزيد من الوثائق والشهادات، تكشف عن أن غزو العراق وإسقاط صدام كان مقررا،مع زيف أدلة إدارة جورج دبليو بوش حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.
وآخر الشهادات كتاب أصدره جون نيكسون، مسؤول المخابرات السابق، الذى ترك العمل فى «سى. آى. إيه» عام 2011، وكان أول مسؤول يقابل «صدام» بعد القبض عليه فى ديسمبر2003 ، ويستجوبه طوال أيام، وأصدر مؤخرا كتابه «The interpretation of Saddam Hussain» عن استجواب صدام.
نيكسون عمل بالمخابرات من 1998، وكانت مهمته دراسة شخصية صدام، ضمن إدارة مهمتها دراسة كل تفاصيل زعماء العالم، بعد القبض على صدام وبسبب شائعات عن وجود أكثر من شبيه له تم استدعاء نيكسون ويقول: «مجرد أن رأيته، تأكدت أنه صدام». نيكسون أجرى تحقيقا مطولا مع صدام استمر لأيام طويلة: «لم أكن أصدق أننى أتولى التحقيق مع أخطر رجل مطلوب فى العالم.. صدام كان من أكثر الشخصيات المؤثرة فى حياتى، لديه القدرة على أن يكون مبهرا، ولطيفا، ومضحكا، ومهذبا عندما يريد.. لكنه يصبح متغطرسا وبذيئا عندما يغضب».
ويعترف جون نيكسون أن استجوابه لصدام أكد خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وبعد خمس سنوات فى 2008 حاول أن يطلع الرئيس جورج بوش الابن على نتائج التحقيقات، واكتشف أن بوش لم يكن مهتما بمعرفة الحقيقة، ويقول عن بوش: «كان معزولا عن الواقع.. يجلس وسط مستشارين يقولون له نعم»، ويعترف نيكسون: «السياسة غلبت الاستخبارات».
بل إن جون نيكسون يؤكد حسب «الإندبندنت» أن إدارة بوش الابن «قررت منذ أول يوم لها داخل البيت الأبيض التدخل فى العراق، وأن مذكرة إعدام صدام حسين، وقعت فور هجمات 11 سبتمبر 2001، وهو ما يصفه نيكسون بـ«عدالة العصابات». ويرى أن إعدام صدام هدم كل محاولات تبرير الحرب على العراق، بعد اكتشاف خلوه من أسلحة الدمار.
ويرسم نيكسون صورة لصدام تتجاوز كونه كان مجرد ديكتاتور حكم العراق، معربا عن أسفه لأن إدارة بوش لم تفكر فى تداعيات إسقاط العراق، وظهور تنظيمات متطرفة مثل داعش، ويتساءل عما إذا كان وضع المنطقة سيكون أفضل حال بقاء صدام، وهو رأى يعارضه تونى بلير أحد من شاركوا فى الغزو، لكن الشهادة تعيد شبح صدام للصورة، بعد سنوات من الفوضى فى العراق.