لم يكن من مظاهر «كبارة» مصر الكبيرة بالفعل عند الأشقاء والجيران والمحيط الشرق أوسطى، أيضاً أن تخرج جهة ما حتى لو كانت جهاز رفض الاحتكار، وبناء على لوائح داخلية جداً لتقدم الكاميرونى عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» على أنه متهم، وتصوره وكأنه «عتريس» تلك الشخصية التى قادت عصابة الاحتكار والاحتقار بقرية الدهاشنة فى رائعة ثروت أباظة «شىء من الخوف»، ولايمكن أن تكون مصر وكرتها «الدهشانة» أيضاً.
عتريس الذى تألق الموهوب الراحل محمود مرسى فى تجسيد شخصيته فى شىء من الخوف لم يكن يقدم للدهاشنة أى فضيلة، فكان جباراً يحتكر كل شىء، ويحتقر كل الأشخاص ويقود عصابته لابتزاز الناس فيبيع بهائهم حصرياً لنفسه ويسطو على أراضيهم دون مزايدات ولا مناقصات، ولم يجرؤ أحدهم على الوقوف فى وجهه اللهم إلا عندما تجرأ «الشيخ براهيم» عليه حين طلب الزواج من فؤادة العظيمة شادية فقاومت، ولم يصمت أو يهرب «الشيخ براهيم»، هكذا كانوا ينطقون الاسم فى الرواية.
فهل أرادت رئيسة جهاز منع الاحتكار منى الجرف لعب دور «فؤادة» وخرجت متسرعة لمواجهة عتريس وعصابته!
• يا سادة لأن الشىء بالشىء يجب أن يذكر.. فدعونا نؤكد أن حياتو لا يمكن أبداً أن يوصف على أنه عتريس ماشى!
أيضا مصر مش الدهاشنة ولا رئيسة جهاز منع الاحتكار فؤادة! الأهم من كل هذا.. أن السيناريو لا توجد به أى حبكة!
نعم.. فسيناريو معركة قد تصل لتكسير العظام بيننا وبين قناة تمولها دولة بفلوس تحتاج كل منتجات التنظيف، كان لابد أن يجلس خلاله المؤلف، وكاتب السيناريو!
• ياسادة.. المؤلف هنا.. هو الشريك التجارى الاستثمارى الذى أخذ على عاتقه أن حقوقا مصرية يتم بيعها بثمن بخس، بل ويتم أيضا القرصنة على جيوب المصريين لتحقيق سيطرة معنوية، وأخرى مادية، لهذا كان على «بريزنتيشن» أن تجلس مع كاتب السيناريو.. جهاز منع الاحتكار، من أجل حبكة قوية متماسكة عارفين ليه!
• ياسادة.. بداية.. لأن حياتو بل والسيدة قرينته من جماعة حب مصر بزيادة.. وقبل أن يقال إن هذا العشق منبعه معرفة الرجل بقيمة مصر وأن لبطولات «الكاف» طعم نجاح ماديا وفنيا يساوى عشرات المرات اللعب مع غيرنا!
نعم، لكنه رفض التآمر على مصر عقب يناير، وتولى بنفسه فتح قنوات اتصال مع المكتب التنفيذى لـ«الكاف».. فلم تخرج مباريات مصر خارجها حين كان الإخوان يحولون الشوارع لعركة كبرى والدماء حول كل شىء لتشويه مصر!
الأندية والمنتخب احتفظوا بحقوق اللعب، وأخذوا فترة بدون جماهير أيضا!
• ياسادة.. أيضا أبدى حياتو تأييدا واضحا جهارا ونهارا لـ30 يونيو و3 يوليو على الهواء مباشرة!
أقول لكم.. علمنا وقتها أنه التقى المشير عبدالفتاح السيسى عقب 3 يوليو، ليؤكد له أن الاتحاد الأفريقى للكرة ومصر «إيد واحدة.. ومن يدرى.. فمن يفعل هذا، مؤكد أنه لعب دورا أكبر مع بلاده «الكاميرون».. فهو رجل دولة.. يا حضرات!
يا سادة.. حين بدأنا نحاول تجميع قوانا عقب سقوط مصر من الخريطة الأفريقية وتركها كقارة ملعبا لأجهزة استتخبارات العدو.. والعدو كمان.. وطبقا لرؤية الرئاسة.. باتت العودة الأفريقية ضرورة ملحة جدا.
علشان كده.. لم تبخل الشركة المصرية بتقديم عرض تعدى المليار، لكن التنسيق من الموظفين لم يكن على نفس القدر!
يا سادة.. لم يكلف جهاز منع الاحتكار نفسه بالترتيب مع رئيس الكاف ببساطة، لأنها عملية تشبه المفاوضات الكبرى.. السياسية.. الكورة سياسة حضرتك!
يا سادة.. أبسط ما كنا سنخرج به من جلسة ممثلى الدولة مع «الكاف».. هو إعطاء الأمان لرئيس الاتحاد الأفريقى والذين معه، بالتأكيد عليهم إننا لا نستهدفهم.. بل نريد لمصر أن تعود لمكانتها الأفريقية.. فى ظل شفافية.. باحثين عن حقوقنا بل وحقوق بلدان كثيرة!
يا سادة.. الآن.. على الدولة أن تراعى أن الشركة المصرية التى تصرف الملايين من أجل العودة الأفريقية وحجز مكان فى الحالة العالمية.. تحتاج للعمل معها، ولا تحتاج للعناد، ولعب دور البطولة!
الخطورة.. أن يصدر قرار بانتظار حياتو فى المطار.. لا قدر الله!
حقيقة نحن ندفع ثمن التخلى عن مكانتنا الأفريقية خلال أعوام فساد سوداء.. فعلينا ألا نضيع الفرصة الآن!
اجلسوا مع حياتو.. فاوضوا.. اجعلوها قضية دولية.. نموذج هذا البيع غير موجود على وجه الأرض الكروية.. تلك هى البداية.. ثم اعتذروا لحياتو الشخص.. وفاوضوا حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى.. مفهووووووم.. أتمنى!