أعرف جيدا أن لكل دقيقة في يومك لها حساب دقيق، وبحكم أنك رئيس جمهورية مصر العربية، أجندة المواعيد اليومية لا يمكن أن يكون بها سنتيمتر واحد لإضافة موعد أو لقاء إلا أن يكون حتمي وله خصوصية وضرورة قصوى، كل تلك الصفات تتتطابق بشدة على موعد إفتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، يا سيادة الرئيس.. ظهر اليوم أين كنت؟.
كنت أسمع سؤال أين الرئيس؟ يتردد في ذهن كل الحاضرين ويجر وراءه ألف عتاب، كانت تتساقط الأسئلة من أعينهم، داخل أروقه هذا الحدث الجلل الذي يقام مرة واحدة ولمدة قصيرة من كل عام، ويحتفل فيه كتاب مصر والعرب والعالم بأعمالهم الإبداعية والفكرية، وتهتم به كل وسائل الإعلام العربية والعالمية.
كان لك أن ترى..يا سيادة الرئيس كل هذا المجهود والتنظيم الضخم، ومحاولة القائمين عليه لتقديم أفضل ما عندهم لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، كان من الضروري أن تشارك كتاب ومثقفي مصر فرحتهم، وتوجه كلمه للعالم من فوق هذ منبر الثقافي العالمي "وهم حولك" تؤكد فيها أن الثورة الثقافية المصرية والعربية تنطلق من هنا، وسوف ننتصر على الفكر المتطرف والإرهاب بالثقافة والتثقيف، وأن قوة مصر الناعمة قادرة على تشكيل واقع مختلف يعيد مجد مصر الثقافي في المنطقة والعالم.
لا خلاف على حديثك المتكررعن الثقافة وكيفية هدمها للأفكار المتطرفه وسحق الإرهاب في كثير من المناسبات، لذلك توقعت أنك منتظر إفتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، يا سيادة الرئيس، مثل كتاب مصر الذين لا هم يغرقهم سوى الدور التنويري الذي لا يمكن الإستغناء عنه خاصة في تلك اللحظة الحاسمة في تاريخ مصر الحديث، هم يحاربون بالكلمة، الكلمة التي أرسل بها الله رسائله للبشر وعرفوه و آمنوا به، وإن كان هناك في الغيب أهم وأخطر من الكلمة لخقله الله.
أنتظر منك حضور يفاجئ مبدعي مصر ورواد معرض القاهرة الدولي للكتاب في أي وقت.