من مبنى ماسبيرو على شاطئ النيل، وصل عبدالناصر، والسادات، ومبارك، إلى العالم، ومن خلاله خاطب كل رئيس منهم أرجاء الدنيا كلها، بطريقته، ولم يفكر أحد منهم أيضاً فى أن يُنشئ إعلاماً يخصه، بعيداً عن مبنى ماسبيرو، لأن الثلاثة كانوا يعرفون أنه مبنى جاهز، ومُهيأ، وأنه فقط فى حاجة إلى يد خبيرة، تحرك إمكاناته فى اتجاهها الصحيح!. هذا كان مطلع معلمي الكاتب الكبير سليمان جودة في مقاله "بديل ماسبيرو"والمنشور بجريدة المصري اليوم .
مع افتتاح قتوات "DMC" بدأت المخاوف تنتاب جميع أركان العاملين بماسبيرو وصار التساؤل هل مجموعة هذه القنوات هي بديل لماسبيرو ؟ هل ستنجح هذه القنوات في أشباع رغبات المشاهدين وتعويض ما فقده المشاهد المصري من مشاهدته لقنوات ماسبيرو ؟ هل سيتم محاكمة قيادات ماسبيرو والعاملين به بإستباعدهم من المشهد والساحة الإعلامية بفعل فاعل لحين التخلص منه بفكرة الموت البطئ؟
قبل أن أجيب علي كل سؤال من تلك الأسئلة يجب السؤال الأول عن ماذا لو كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اختار التليفزيون المصري لإجراء أول حديث أعلامي له وقت ترشحة للرئاسة الجمهورية ؟ ماذا لو كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قام بزيارة مبني أتحاد الإذاعة والتليفزيون ولو لمجرد الإطلاع علي إمكانياته ؟ ماذا لو قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء اول حوار تليفزيوني له عقب فوزة بالرئاسة علي شاشة التليفزيون المصري ؟ هل لو تم ذلك كان سيظل هذا التعامل مع هذه المؤسسة الكبري بهذا الشكل ؟هل كان ماسبيرو سيلاقي كل هذا الإهمال ؟
ملحوظة هامة يا سادة تذكروا جيدا تلك المقال وكلماته لعل الأيام القادمة تثبت لكم صحة رؤيتي المتواضعة ألا وهي من "يملك المال في هذه المرحلة يملك الإعلام " و " الإعلام السايب يعلم الإنفلات ".
هل أصبح التشفي وتصفية الحسابات الشخصية علي الملأ هو الإعلام الحديث ؟هل التلويح بالإيحاءات الجنسية والألفاظ الخارجة عبر برامجنا الأساسية بالقنوات الخاصة هو المستهدف في تلك المرحلة ؟ هل الغياب عمدا عن قضايا الدولة وأولويات المواطن هو الغعلام الحديث ؟هل هذا الإعلام الذي تستهدفه الدولة ؟ عذرا يا سادة العالم يضحك علينا وعلي ما نقدمه علي شاشتنا والذي يجتذب ملايين الجنيهات من الإعلانات الوهمية فهل أصبحت نموذج"أبله فاهيتا" هي قبلة إعلامنا وما تعرضه علي الأسرة المصرية ؟
تعالوا نحاكم أهل ماسبيرو عما تسببوا فيه من تدهور أحواله ، ونقف بشفافية كاملة وحساب مع النفس لمحاسبة المسئول عن تدهور حال "الإعلام الرسمي للدولة" وهنا نتسائل هل وفرت الدولة الإمكانيات الكافية لتطوير والنهوض بهذه المؤسسة الإعلامية وهل تم توجيه تلك الاموال الباهظة لدعم التليفزيون الرسمي للدولة ؟
الإجابة بالطبع لا وألف لا لأنه كي تحاسب أهل ماسبيرو حاسبوا من كان يتعمد اختيار قيادات ماسبيرو منذ قيام ثورة يناير حتي الان ،حاكموا من أدعي ضرورة هيكلة ماسبيرو وهي الأكذوبة الأكبر كي يتخلص منه ، حاكموا من ساوي الذين يعملون بالذين لا يعملون بما أسماه "اللائحة البرامجية" التي قتلت الأبداع والطموح لدي العاملين بماسبيرو وحولهم في يوم وليله إلي موظفين يعملون بالعدد وبالكم وليس بالكيف كي يقومون بصرف لائحتهم البرامجية وتساوت البرامج الهادفة بالبرامج الفاشلة وتساوي الإعلامي المبدع بالمجتهد بمن يقوم بالإداء لمجرد ملئ هواء وصرف مستحقاته وبالقياس علي ذلك الإعداد والإخراج والتصوير إلخ
لا تنسوا أن ماسبيرو والعاملين به هم ذاتهم من شيدوا واقاموا القنوات الخاصة ومازالوا يعملون بها ،لا تنسوا أن ماسبيرو كان سببا في شهرة أعلاميين تصدروا المشهد الان ،فهل يعقل أن يتم إطلاق رصاصة الرحمة علي ماسبيرو واهلة بهذا العبث وهذا المشهد الهزيل ، سوف تجني الدولة قريبا وتحصد ثمار هذا الفكر الفاشل وهذا التوجه الأعمي للقضاء علي ماسبيرو ،غيرتي علي بيتي وعلي من علمني العمل الإعلامي هو ما دفعني لإطلاق صرخة قوية تعبر بها عن صرخات أهل ماسبيرو لعل وعسي أن تصل صراخاتنا للقيادة السياسية بالبلاد وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وطلب النجدة من الأيدي العابثه به
وبمقدراته ،وليس الحل أنشاء هيئات ومؤسسات فكلها أسماء شكلية ،أصلحوا ماسبيرو من الداخل بحسن أختيار قيادته والذي يملك فكر تطوري واستغلال إمكانياته وهذا لا يشترط فيه أن يكون أعلاميا وانما يتطلب عقلية أقتصادية كبري تستطيه إستغلال موارد ماسبيرو فالتجربة أثبتت نجاح محمد الامين في السي بي سي وأبو هشيمة في أون أي واخيرا طارق إسماعيل في "دي أم سي"فكلهم أصحاب رؤوس أموال وأقتصاديين ولكنهم عرفوا "من أين تؤكل الكتف "وهم ليسوا بخبرات أعلامية وهذا يحقق مقولتي بأن من "يملك المال يملك الإعلام "لأننا أصبحنا في زمن أحترفت فيه جميع أدوات الإعلام من معدمي ومقدمي ومخرجي البرامج ,اصبحوا يلهثون ويتنقولون بين القنوات واصبح ولائهم لمن يدفع أكثر وهنا تكمن الخطورة التي أحذر منها وهي مدي يعود ولائنا للدولة وولمصالح العليا والامن القومي والتي أصبحت شعارات ومتاجرة علي شاشات التلفاز المختلفة
ولم يصمد سوي إعلام الدولة الرسمي الذي ظل صامتا حتي قال الشعب كلمته فوقف وساند الشعب ولا ينكر موقف ماسبيرو أثناء عهد الإخوان إلا جاحد وبالرغم من أنهم حاولوا أخونته ألا أنهم فشلوا فشل زريع في تحقيق ذلك ووقف إعلام الدولة مع مؤسسات الدولة المختلفة وإستقلايتها ودفع ثمنها البعض .