بغض النظر عن رأيى فى دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الجديد وتوقعاتى لمستقبل الإنسان فى أيامه، لكن دينا حبيب باول، تستحق الإشادة، ليس فقط بسبب اختيارها لتشغل منصب مساعدة الرئيس، ومستشارة المبادرات الاقتصادية، لكن لإصرارها وإيمانها بنفسها الذى يتضح من سيرتها.
دينا حبيب، بدأ اسمها يتردد فى وسائل الإعلام العربية والعالمية، منذ 12 عاما، أى عندنا كانت تقريبا فى الثانية والثلاثين من عمرها، بعد أن اختارها الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج بوش الابن، ضمن الفريق الرئاسى، ليستغل منصبها كمساعدة لوزير الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية، فى التواصل مع الجاليات العربية والإسلامية الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية.
لكن نجاحها الحقيقى يكمن قبل ذلك، فى إدارتها لمؤسسة «جولدمان ساكس» للمبادرات الخيرية، حيث استطاعت المؤسسة أن تقدم تحت قيادتها تعليم الأعمال لـ10 آلاف امرأة، من أصحاب المشاريع فى 43 دولة منذ عام 2008، وتزيد عائدات خريجى تلك المؤسسـة فى عهدها بنسبة %82، بينما نجحت زيادة نسبة توفير فرص العمل لـ%71.
كثيرة هى الحكايات الإيجابية التى تروى عن دينا حبيب، وكلها تعبر عن شخصية ناجحة، تعرف كيف تعمل على مساعدة نفسها، هى من مواليد عام 1973، هاجرت إلى الولايات المتحدة منذ صغرها، مع أسرتها، تتقن اللغة العربية رغم أنها فى أمريكا منذ كان عمرها 4سنوات.
دينا تملك مقومات نجاح اكتشفتها فى نفسها مبكرا، لذا بعيدا عن وجودها داخل دائرة صنع القرار الأمريكية، هى إنسانة ناجحة، لم تتغنَ بالغربة والبعد، والاكتفاء بأقل الفرص المتاحة، فالمتتبع لسيرتها، يكتشف نضج مبكر واستيعاب للبلد الذى تعيش فيه، ورؤية لمستقبلها.
بالطبع الدائرة أكبر من ذلك فليست دينا حبيب وحدها، فهناك شخصيات مصرية كثيرة تعيش فى الخارج، منها رجال أعمال وعلماء وشخصيات عامة وجدت لنفسها مكانا فى بلاد الآخرين، وحققت نجاحا ملحوظا، وظل فى داخلها يكمن الإنسان المصرى بصفاته واختياراته وذائقته ورغبته فى التقارب، وهذا الأمر يتطلب من الدولة نوعا من العمل الجاد لتحقيق درجة من التعاون معهم، لأنهم سيفتحون لنا مجالا فى هذه البلدان، ولأنهم فى الأصل هم أبناء هذا الوطن.
وفى حالة دينا حبيب، يجب أن تبدأ الدولة التواصل معها سريعا، بداية بتهنئتها بشكل رسمى وواضح على اختيارها، ثم تحدد بعد ذلك الطريقة المناسبة، لتصبح مصر فى محيط دائرة دينا حبيب، خاصة أن اختيارها كمستشارة فى منطقة تتعلق بالاقتصاد نقطة إيجابية.