منذ أن أعطي الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر شارة البدء في بناء مبني ماسبيرو في أغسطس عام 1959وتم الإنتهاء منه في 21 يوليو 1960 ليواكب الإحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو قاد 19وزير للإعلامور مقاليد الأمور في هذا المبني كان اولهم محمد عبد القادر حاتم وكان أخر وزير إعلام د. درية شرف الدين ،يحتوي هذا المبني العريق علي 9 قطاعات كبري بداية من قطاع التليفزيون والإذاعة والاخبار والمتخصصة والإقليميات والأمن والإنتاج والإقتصادي وأخيرا قطاع الأمانة الطبية ،يبلغ عدد العاملين بالإتحاد حوالي 34 ألف موظف وهذا الرقم مرشح للنقصان بسبب زيادة أعداد العاملين المحالين للتقاعد سنويا وقرار رئيس الوزراء بإيقاف التعينات به ،تبلغ ميزانية ماسبيرو 2.6مليار جنية سنويا من ميزانية الدولة منها فقط 220 مليون جنيه رواتب ،بلغت ديون ماسبيرو 21 مليار جنية رغم أن أصل الدين 8 مليار جنية إلا أن المبلغ زاد نتيجة الفوائد المتراكمة عبر العهود الماضية ،أنضمت حديثا 5 شركات للإتحاد وهي شركة "النايل سات" ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة وشركة cne وشركة راديو النيل ،تولي علي رئاسة إتحاد هذا المبني 10 رؤساء في أخر 5 سنوات فقط بداية من أسامة الشيخ وسامي عبد العزيز وطارق المهدي وثروت مكي واسماعيل الششتاوي ثم شكري أبو عميرة ثم عصام الأمير وأخيرا صفاء حجازي، من أشهر مذيعى الإذاعة والتليفزيون أحمد سالم وأحمد سعيد وبابا شارو وأبلة فضيلة وآمال فهمى وحمدى الكنيسى وصفية المهندس وإيناس جوهر ومن مذيعى التليفزيون سلمى الشماع وسلوى حجازى وليلى رستم ونجوى ابراهيم وفيريال صالح وفريدة الزمر، ومحمود سلطان وأحمد سمير وأمين بسيونى وعلى جوهر.
هذه نبذه بسيطة من تاريخ هذا الصرح الكبير الذي ظل شامخا علي ضفاف النيل شاهدا علي العصر والأحداث ،فخاب من أعتقد هدم هذا التاريخ الإعلامي من تاريخ الأمه ،ولكن هل أصاب ماسبيرو الشيخوخة ؟ هل سيستسلم ماسبيرو واهله للمتربصين به ؟أعتقد أن بداية الإصلاح تبدأ من بداية أعتراف أهل ماسبيرو بمساهمتهم في هذا الوهن والشيخوخة الذي أصاب هذا الصرح فما شهده ماسبيرو بعد ثورة يناير لم تشهده مؤسسة من مؤسسات الدولة كلها ،ضيف علي ذلك رفع الدولة يدها عنه ،ضيف علي ذلك تعمد أختيار قيادات غير مؤهلة لا علميا ولا إداريا لتولي مقاليد الامور ،فماذا ننتظر من عاملين بالمبني يعتصمون ويوقفون جميع الأسانسيرات لمجرد المطالبة بزيادة رواتبهم ، ماذا ننتظر من أخطاء جسيمة في خطب رئيس أكبر مؤسسة في مؤسسات الدولة ألا وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي ،ماذا ننتظر من إذاعة خبر وفاه الفنانة القديرة كريمة مختار قبل وافاتها ونعيها علي شاشة القناة الثانية ،ماذا ننتظر من مؤسسة كبري يتغيب رئيسها الأعلي لأكثر من 6 أشهر ،ماذا ننتظر من قرارات عشوائية والتخلص من كفاءات المبني في كافة قطاعاته وإستباعدهم وأصابتهم بالإحباط لمجرد حرصهم علي العمل وإخلاصهم فيه وهنا حدث ولا حرج والأمثلة لا تحصي ،وهنا هل يستحق هذا الصرح تعاطف الدولة وإعطائه قبلة الحياة بدعمه لأنه لا توجد دولة في الدنيا دون إعلام رسمي شريطة أن يبادر أهل ماسبيرو أنفسهم بتقديم مايستحقون معه لفت أنظار الدولة ومن قبلها المواطنين الذين يستحقون إعلاما محترما يبغي الصالح العام ويحافظ علي أمن هذا الوطن وسلامة أراضية ،علي أبناء ماسبيرو أن يتطهروا من الماضي الذين شاركوا فيه ،وعلي الدولة التخلص من القيادات التي لم تضيف لمناصبها شيئا والتي افلس البعض منها فكريا وعلميا وإدرايا وضخ دماء جديدة ولاؤها للإعلام المصري والمواطن والشارع وشغلها الشاغر قضايا الوطن والمواطن بحيادية وحرفية وهذا لا يمنع من الإستعانه بالخبرات الإعلامية اللازمة مع توسيع دائرة الإختيار واعطاء الفرص لوجوه غير مستهلكة في المناصب شريطة تقديم رؤية واضحة شاملة للنهوض وتطوير هذا الصرح مع تحديد فترة زمنية محدده لأنجاز تلك المهمة علي أن يتم محاسبته حسابا عسيرا في حال فشله ولا يكتفي بإقالته حتي نعلم القيادات المستقبلية تحمل المسئولية .
ولتتذكروا جيدا أن أعلام الدولة سيظل إعلام الدولة ولو ظهرت علي الساحة ألاف القنوات الاهم المضمون .
واخيرا أناشد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة النظر في هذا الصرح العملاق فهم لا يقل أهمية عن تلك المشروعات القومية الكبري التي يوليها أهتمامه فالإعلام يكون عقيدة الشعوب وثقافتها فلا يعقل سيدي الرئيس إمتلاك هذا الصرح لأكبر أستديوهات في الشرق الأوسط شهدت أعمال المبدع فهمي عبد الحميد ونيلي وشريهان وألف ليلة وليله وكثير من الأعمال الدرامية الكبري ان يترك سدا فهل يعقل سيدي الرئيس أن يكون أول ظهور إعلامي لأكبر جهاز رقابي في الدولة علي أحدي القنوات التي لم يمر علي أفتتاحها ساعات وتختص بفيديوهات حصرية لكبري الضبطيات والحملات لها ؟ هل يعقل سيدي الرئيس أن يكون أول لقاء تليفزيوني للرئيس مجلس النواب بعد مرور عام علي أنعقاد المجلس علي ذات القناة ؟ ,اخيرا هل يعقل أن يصل تخصيص طائرة لنقل فقرة المرور بالبرنامج الصباحي لهذه القناة ،أخيرا سيدي الرئيس ألا يستحق ماسبيرو من سيادتكم معاملته بذات المعاملة التي تتعامل بها سيادتكم مع الصحف القومية التي خصتها بحوار صحفي حصري لهما لدعمهم أري أنه آن الأوان سيدي الرئيس أن تعيد النظر في ماسبيرو .
وإلي أهل ماسبيرو لا تهتزوا مما يحدث حولكم ولتكن ثقتكم في أنفسكم أكبر من ذلك فالغربال الجديد له شنه سريعا ما تزول ولا يبقي علي الساحة إلا الإعلام الجيد الهادف وهنا يكمن التحدي الأكبر فعليكم أثبات جدارتكم بالعمل في هذا الصرح الكبير ولتعتبروا من دروس الماضي ،وعلي قيادات ماسبيرو الحالية أن يحافظوا علي ماء الوجه ويتخلوا عن كراسيهم طواعية أحتراما لتاريخهم ويرفعوا الحرج عن الدولة بتقديم إستقالاتهم لمن يجدوا في أنفسهم نفاذ العطاء والرؤي والتطوير وأن يتركوا الساحة والفرصة للأخرين ووأختتم كلامي بقول الله عز وجل "لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم " صدق الله العظيم .