صباح الخير أيها الشاعر العظيم، صباح الخير يا صلاح عبد الصبور، ساعات قليلة ويبدأ معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ48 التى تحمل اسمك، وحينها سيظل الناس والمثقفون والزائرون والأطفال يرددون اسمك لـ15 يومًا متتالية، وهو أقل مما تستحق، لكنه بعض حقك.
اختيارك شخصية المعرض أمر موفق جدًا، لأن القصيدة فى مصر بحاجة قوية لهذا الاختيار، الشعراء الشباب الذين يحملون على عاتقهم تقديم نص مختلف ومتميز، يعرفون حكايتك مع الكاتب الكبير عباس محمود العقاد عندما حول ديوانك الأول «الناس فى بلادى» إلى لجنة النثر، لتبدأ معركة مصيرية بين القديم والحديث، ثبت فيها صلاح عبد الصبور فثبتت من بعده القصيدة.
صلاح عبد الصبور، الذى حتمًا يحبه المسرحيون لأنه أعاد القوة للمسرحية الشعرية، وحتى الآن لا تزال نصوصه المسرحية تحقق النجاح سواء على مستوى العرض أو على مستوى القراءة.
ليس هذا فقط فحتمًا سيتطلع طفل إلى صورة صلاح عبد الصبور، التى تتصدر بوستر المعرض والمطبوعة على تذكرته، وسيقرأ اسمه بجانبها، وسيتنبه للقصيدة التى تحتويها عيناه، ويشعر بشغف المعرفة، وسيقف أب وأم كثيرًا أمام كلماتك المشوبة بالشجن وسيدركون أنها تشبه الكثير من حكاياتهما.
سنحتفل جميعًا بصلاح عبد الصبور، الذى قلت عنه من قبل «إنه يشبه القصيدة»، فعندما ترى ملامح صلاح عبد الصبور مطبوعة فى كتاب أو متقدمة إحدى قصائده يأخذك التشابه الغريب العميق بينه وبين كلماته، فهو يمتزج بالكلمات حيث يطل الحزن من عينيه بما يتناسب وقصيدته «الحزن».
طبعًا صلاح عبد الصبور رمز للإبداع العربى كله، وأقل ما يقدم له هو أن يصبح اسمه على رأس دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب، أما المفروض فهو أن نجعل صلاح عبد الصبور «أيقونة» عام 2017، وليس معرض الكتاب فقط، وذلك لأن الشاعر يستحق أن ينشغل الناس به، فهو ابن تجربة جديدة فرضت نفسها على العالمين، قصيدته كانت بمثابة قاطرة لأجيال وأجيال لا تزال تشهد له ولنصه.
كما أننى تمنيت من قبل أن يتم عرض المسرحيات الخمسة لصلاح عبد الصبور فى معرض الكتاب، ولا أزال أتمنى ذلك، وهو أمر سهل وليس عسيرًا، بل سيكشف وجوهًا متعددة من شخصية صلاح عبد الصبور المبدع.
سيعيش صلاح عبد الصبور كثيرًا، وستعيش نصوصه، وستظل محفزًا قويًا ودافعًا لكل المفتونين بالكتابة والشغوفين بالإنسانية، لذا هنيئًا على معرض الكتاب هذا العام اختيار هذا الشاعر الكبير ليكون شخصيته الرئيسية.