المقارنة بين السيرة الذاتية لفاروق العقدة وطارق عامر تكشف حقائق مفزعة!!
استمد الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى الأسبق، مجده المصرفى، ونجاحه المدهش فى بناء المنظومة البنكية فى الفترة التى قضاها فى منصبه، التى وصلت إلى 10 سنوات، من ارتداء عباءة الرصانة والرزانة والبعد عن الأضواء، والإيمان بعقيدة أنه يقود قطاعًا، يتأثر بتصريح يمكن أن يرفع شأن اقتصاد الدولة، أو يهدمها.
فاروق العقدة، يحمل سيرة ذاتية رائعة قبل توليه منصب محافظ البنك المركزى، حيث كان رقمًا صحيحًا فى منظومة العمل بالبنك الدولى بواشنطن وجامعة پنسلڤانيا وبنك إيرفنج تراست بنيويورك، ثم مديرًا إقليميًا لبنك أوف لاين أمريكا مصر عام 1984.
استحق «العقدة» لقب رجل المهام الصعبة، فبعد توليه موقع المسؤولية بالبنك المركزى فى 2003، خلفًا للدكتور محمود أبوالعيون، الذى لم يستمر فى منصبه سوى عامين، كان القطاع المصرفى يمر بظروف صعبة ومعقدة للغاية، واستطاع «العقدة» أن يفك طلاسم الأزمة، ودشن لخطة إصلاح ترتكز على 5 محاور رئيسية، الأول، دمج البنوك الصغيرة بما يسمح بتقوية الكيانات المصرفية، والمحور الثانى، خصخصة أحد بنوك القطاع العام، وتم اختيار بنك الإسكندرية لهذا الغرض، ونجح فى إتمام الصفقة على الرغم من العراقيل التى أحاطت بها، والمحور الثالث، خصخصة مساهمات البنوك العامة فى البنوك المشتركة، تمهيدًا لدمج هذه البنوك لإيجاد كيانات مصرفية أكثر قوة وقدرة على المنافسة، المحور الرابع، فتمثل فى إعادة الهيكلة المالية والإدارية لبنوك القطاع العام، والمحور الخامس والأخير، ارتكز على الاهتمام بحل مشكلة التعثر المصرفى لتوفير المناخ المناسب لعملية النمو الاقتصادى.
وبعد سنوات، جاء الدكتور طارق عامر، ليتولى قيادة القطاع المصرفى فى ظروف صعبة للغاية، وعقب ثورتين، واستبشر المصريون خيرًا، ولكن الأداء كان صادمًا.
وبإلقاء نظرة عن جزء من السيرة الذاتية للرجل، يمكن لنا رسم صورة عامة له، فطارق عامر، وعلى عكس فاروق العقدة يؤمن بسياسة «البوح والدردشة»، وعشق الظهور فى وسائل الإعلام المختلفة، للدرجة التى دفعته إلى المشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وإعلانه رسميًا بأنه معجب بالتجربة التركية، اقتصاديًا وسياسيًا، كما أعلن وبكل جسارة عن تأييده لترشيح عبدالمنعم أبوالفتوح، مرشد جماعة الإخوان «الخفى»، لرئاسة الجمهورية فى انتخابات 2012، مؤكدًا أن أبوالفتوح يتمتع بفكر مستنير، وله تاريخ النضالى، ونحن لا نعرف أى تاريخ نضالى لأبوالفتوح سوى بين صفوف جماعة الإخوان الإرهابية.
أيضًا لم يخفِ معارضته وكراهيته لنظام جمال عبدالناصر، ووصفه فى تصريحات نصها: «كنا ضحايا نظام سياسى لا يختلف كثيرًا عن النظام النازى وما فعله بمن عارضه من شعبه»، وهو تشبيه خطير، ويمكن لنا أن نتفهم كراهية طارق عامر لنظام جمال عبدالناصر، بشكل شخصى، لأنه أحد أفراد عائلة المشير عبدالحكيم عامر، والتى تتهم عبدالناصر باغتيال المشير.
هذا السرد المبسط للغاية لسيرة ومواقف طارق عامر، يرسم صورة واقعية لمحافظ البنك المركزى، عمادها أنه عاشق للأضواء والإدلاء بالتصريحات الخطيرة والمثيرة، ولذلك لا نتعجب من تصريحه بأنه سيجعل الدولار يركع تحت أقدام الجنيه عندما يتراجع وينهار ويصبح سعره 4 جنيهات فقط.
وبفضل تصريحاته المتعددة، وعدم قدرته على مخاصمة كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، دفع الجنيه المصرى ثمنًا باهظًا من قيمته وكبريائه، وتحول إلى فأر أمام الدولار الذى تحول بفضل طارق عامر إلى ديناصور، وبدلًا من أن يركع الدولار أمام الجنيه، حدث العكس وركع الجنيه أمام الدولار.
والسؤال الوجوبى، أين سياسات محافظ البنك المركزى مثلما رأينا المحاور الخمس لفاروق العقدة؟ ولماذا افتقدنا النظرة الثاقبة فى الاختيار لمعظم المناصب طوال السنوات الستة الماضية؟ وهل طارق عامر جدير بالفعل لقيادة البنك المصرى فى هذه المرحلة الحرجة؟!