اليوم تمر الذكرى السادسة لثورة 25 يناير 2011 وسط الصخب والجدل المعتادة والسؤال العبثى هل كانت ثورة أم مؤامرة .. أو بمعنى آخر هل هى ثورة حقيقية أم نصف ثورة لم تكتمل.
فى 25 يناير وحتى يوم جمعة الغضب خرج الشعب بفطرته وبراءته واحتشد فى كافة ميادين مصر ليهتف بالعيش الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية. لم تتصور الحشود فى الميادين أن ما يحدث فى تلك اللحظة هو ارهاصة ثورة شعبية حقيقية فى التاريخ المصرى لم يلوث رداءها طمع الجبناء وخيانة الاعداء. حتى الأيام الاولى التف الشعب حول ذاته معبرا عن حالة الغضب القصوى والرفض الكامل لنظام حكم مبارك وفساده وتيبسه وتكلسه طوال 30 عاما.
أدرك الشعب دون أن يدرى أن لحظة التغيير قد حانت وكل يوم كان يمر بل كل ساعة دون استجابة من النظام البليد المتضخم بقوته واستبداده الوهمى كانت ترتفع معه سقف المطالب حتى انطلقت صياح الرحيل لرأس النظام نفسه.
يوم 25 يناير فوجئ الجميع بحشود غير متوقعة أمام دار القضاء العالى بوسط القاهرة وفى ميادين أخرى فى الأسكندرية والسويس والمحلة والاسماعيلية.
لا يمكن لأحد مهما كان أن ينسب لنفسه هذا الخروج العظيم والمشهد المهيب للشعب المصرى، فليس هناك فى ذلك الوقت من كان قادرا حتى على حشد أهل بيته خارج منزله. ولا يمكن لأحد أن يحتكر لنفسه مبخرة الثورة. فالشعب سبق النخبة ولم ينتظرها ورموز هذه النخبة ارتدت أفخم ثيابها للظهور أمام شاشات الفضائيات لادعاء البطولة الزائفة وحصد الثمار مبكرا وقبل أن يسدل الليل ستاره وتدور المؤامرات حول ثورة الشعب البرئ الذى ثبت فى الميادين مطالبا بالتغيير.
كان يمكن أن تنتصر الثورة وتحكم وتحقق مطالبا لولا " خيانة النخبة" وانقضاض طيور الظلام من الاخوان والتنظيم الدولى عليها ومقايضاتهم مع نظام الحكم المتهاوى على بقاءه مقابل الاعتراف الرسمى بهم ودخولهم القصر ومجلس الوزراء وكل مؤسسات الدولة. رغم رفضهم النزول ورفضهم مطالب تنحى مبارك.
الكل بدأ يخطط لمساره السياسى وأطماعه الشخصية وتركوا الناس فى الشوارع يواجهون بصدورهم العارية العنف والقوة حتى قطف الاخوان الثمرة كاملة.
التاريخ سوف يسجل أن 25 يناير هى ثورة شعبية خالصة خانتها النخبة وانقض عليها المتربصون من ذئاب الليل. لذك فهى نصف ثورة لم تكتمل الا بعد 30 يونيو 2013