مصر القوية تستحق كل التضحية، وخلال احتفالات الشرطة نستدعى القيم والمعانى الجليلة.. مصر بها رجال عهدوا على أنفسهم توفير الأمن والأمان، ولا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبوا إليه فى كل المجالات يحتاج إلى بيئة آمنة وأرض ثابتة، والتطورات التى عشناها فى منطقتنا خلال الأعوام الماضية أعادت اكتشاف قيمة الأمن والأمان الذى طالما اعتبرناه من المسلمات، ومثلما انتصرنا فى المعارك السابقة ضد الإرهاب سننتصر فى المعركة لتحقيق التنمية الشاملة.
هكذا تحدث الرئيس السيسى فى خطابه بمناسبة أعياد الشرطة، مذكرًا بالعلاقة بين الحرب العادلة التى خاضتها مصر ضد الإرهاب الدولى الممول من دول غربية كبرى، وأخرى عربية، وتركيا، وبين الحرب الشاملة التى تخوضها مصر لتحقيق التنمية الشاملة.
وكما نجحت قوات الجيش والشرطة فى دحر الهجمات الإرهابية خلال أربعين شهرًا، رغم التكلفة الغالية التى تحملناها بشجاعة من شهدائنا، يعدنا الرئيس بالانتصار فى الحرب لتحقيق التنمية الشاملة، والتى تقتضى التحرك فى اتجاهات عديدة، أولها مواجهة الفساد بشجاعة وحسم، وثانيها إعادة بث روح العمل والاجتهاد فى المجتمع لصناعة الفارق، وفى الوقت نفسه النظر بعين العدالة والتمكين إلى الفئات الأكثر احتياجًا وفقرًا، والعمل بجد على تعويضها.
أنا شخصيًا أصدق الرئيس السيسى وأثق فى انتصارنا فى المعركتين، الإرهاب والتنمية، فإذا كنا قد استطعنا بمفردنا دحر الإرهاب رغم دعم الدول الكبرى والغنية للإرهابيين بالمال والسلاح، فكيف لا نقضى عليه بعد ظهور التحولات الجديدة فى العالم، وانهيار المشروع الاستعمارى الأكبر للمنطقة العربية؟ وإذا كنا قد استطعنا رغم كل أشكال الحصار والضغط تحقيق طفرات على صعيد إنجاز المشروعات العملاقة، وتحديث قواتنا المسلحة وتحقيق قدر كبير من الإصلاح الاقتصادى المرتبط بحماية الفئات الأكثر احتياجًا.
إذا كنا قد استطعنا تحقيق هذا الإنجاز، ونحن تحت الحصار والضغوط، فمن باب أولى أن ننطلق إلى آفاق التقدم والازدهار حال وقف الحصار وانتهاء الضغوط وأشكال الترصد المفروضة علينا.
ولكن، يبقى أن نؤمن كمصريين بقيمة العمل والاجتهاد والابتكار، فمن دون ذلك سنظل نركن إلى مساندة الدولة ودعمها بالإعانات، ولن ننطلق إلى تحقيق الوفرة المنشودة.