في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير تبادر إلى ذهني سؤالا هل استطاعت السينما تجسيد ثورة يناير كما يجب مثلما حدث في ثورة 23 يوليو والتي صنعت أفلاما مازالت علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية واستطاعت التأريخ للثورة بشكل كامل ومنها من كان شديد التحيز لايجابيات الثورة دون ان يرى بها أي مشكلات مثل "رد قلبي" الذي أظهر الثورة بلا أي عيوب أو سلبيات وأنها طوق النجاة الوحيد للشعب المصري، وأيضا فيلم "القاهرة 30" هو من أكثر الافلام التي أظهرت مساوئ الملكية وجبروتها ومجدت كثيرا في ثورة يوليو.
بينما كانت هناك أعمالا أظهرت جميع جوانب ثورة يوليو السيئ قبل الجيد مثل فيلم "احنا بتوع الاتوبيس" الذي تم انتاجه في فترة السبعينيات وتناول ثورة يوليو بطريقة موضوعية إلى حد كبير، فرصد عدد من أخطاء بعض الضباط الأحرار وقيادات الثورة، وتحديدا ما كان يفعله صلاح نصر مع المعتقلين، ونفس الأمر بالنسبة لفيلم "الكرنك" الذي أوضح الظلم الشديد الذي كان يتعرض له الطلاب الثوريين الذين كان لهم نشاط سياسي وما يحدث لهم بالمعتقلات.
كما تناولت أفلام "في بيتنا رجل" و"بداية ونهاية" و"الباب المفتوح" الثورة من منظور اجتماعي مطعم بالسياسة ليظهر واستطاعت تلك الأفلام تشكيل كيان الشعب المصري إلى حد كبير والتأثير به، خاصة الأجيال الجديدة التي لم تعاصر الثورة ولم تعرف عنها سوى من الكتب المدرسية وأكملت الصورة بالأفلام السينمائية.
ولكن عندما نتحدث عن ثورة يناير فرغم مرور 6 سنوات حتى الآن على اندلاع الثورة، إلا أننا لم نجد العمل الذي يتحدث عنها بصورة واضحة ومؤثرة فنيا ووجدانيا في عقول الشباب، فأكاد أجزم ان الأجيال الجديدة التي لم تعاصر ثورة يناير لن تستطيع معرفة شيئا عن ملامح ثورة يناير، بل ستكون الملامح باهتة ومطموسة تماما، ولن يعرفوها إلا من حكايات من عاصروها ومن وجهة نظر كل منهم فقط.
فرغم وجود أفلام مثل "فبراير الاسود" و"الشتا اللي فات" و"بعد الموقعة" و"صرخة نملة" و"بعد الطوفان" و"حظ سعيد" و"فرش وغطا" ولكن كل تلك الأفلام لم يدخل أيا منها إلى وجدان المشاهد أو عقله، حيث ذكرتنا بمشهد كاميرا ماسبيرو التي كانت تخدع وتكذب على المواطنين والرأي العام لتصور لهم أنه لا توجد ثورة في مصر وتكتفي بمشهد الكورنيش خاويا وخاليا من أي واقع ثوري، فظهرت الأعمال باهتة وبدون ملامح.