كان المصريون القدماء يلقون بفتاة عذراء فى نهر النيل، لأنهم يعتقدون بقدسيته ويطلبون منه البركة، ونحن على خطاهم اليوم نرمى فيه مخلفاتنا حفاظا على التراث، وهربا من الرائحة الكريهة التى لا يخفيها تبديل الحفاضات أو تغييرات المحافظين، ومادام النيل يجرى محملا بذنوب العشاق والضمائر النافقة، فلا داعى لأن نضيع وقتنا فى البحث عن أسباب غزو الفيروسات القاتلة لأكباد المصريين، أو الجدل حول أى المحافظات أشد انتهاكا للنهر المقدس، لأن السيد محافظ أسوان قرر تلويثه من المنبع وقام موظفوه بمد مواسير الصرف الصحى لعمق النيل وتغطيتها بالحشائش لكيلا تؤذى بصره فى جولاته المفاجئة مع وزير الرى.