فى مثل هذا اليوم وقبل ست سنوات ، وتحديدا فى 28 يناير من العام 2011، تعرضت بلادى مصر لأكبر مخطط نظمت له جماعات الإرهاب الدولى والإقليمى والمحلى ، لتفكيك أجهزة الدولة ، وهدم دعائمها ، وفى المقدمة منها جهاز الشرطة، الذى يمثل صمام الأمان لأبناء بلادى مصر من ناحية ،وللدولة باعتبارها القائمة على تنفيذ القانون من ناحية أخرى.
فى مثل هذا اليوم سعت جماعات الإرهاب والتضليل إلى إحداث حالة من الفوضى فى الشارع المصرى ، وقامت بتنفيذ مخططها بحرق أقسام الشرطة ،وبشكل ممنهج فى أغلب محافظات مصر، ومارست ضد أفراد الشرطة ، أكبر عملية استفزاز فى تاريخها ، حينما حرضت كثير من المتظاهرين ضدها ، وحثت الشباب المغرر به لمواجهة أفراد الشرطة ، وتجريدهم من أسلحتهم ، وهو المخطط الذى أرادت منه جماعات الإرهاب الأسود أن تجر جهاز الشرطة ، لصدامات ومواجهات مع المواطنين ، حتى يسقط منهم أكبر عدد ، ليكون حجة ضد جهاز الشرطة ، ومجالا لاستثماره فى تأليب الرأى العام العالمى ضد الدولة.
غير أن عقيدة جهاز الشرطة وأبنائه الأوفياء ، حالت دون تنفيذ مخطط جماعات الإرهاب الأسود ، وامتنعت عن أن تواجه المتظاهرين ، حتى لا تسيل دماؤهم ، التى تتاجر بها تلك الجماعات ، وضحى جهاز الشرطة ببعض صلاحياته حتى لا يكون فى مواجهة مع أبناء الشعب ، أو سببا فى قتلهم ، وكانت النتيجة أن حدثت حالة من الانفلات الأمنى فى ربوع الدولة ، غير أنه كان تصرفا حسنا من جهاز الشرطة الذى آمن بالوطن وبأبنائه.
خطة جهاز الأمن والدولة كانت أكثر ذكاءا ودهاءا من خطط الشيطان التى مارستها جماعات الإرهاب والتضليل فكان الحفاظ على أبناء بلادى وإفشال مخططات الارهاب الأسود.
فى مثل هذا اليوم ضرب جهاز الشرطة أروع الأمثلة فى التضحية والفداء من أجل الوطن وأبنائه ، واثبت بما لا يدع مجالا للشك ، أنه لمصر ولأبنائها ، وأنه على استعداد للتضحية بكل غال ونفيس من أجل أمن المواطنين وسلامة الدولة.
فى مثل هذا اليوم ، كشفت جماعات الإرهاب والتضليل عن عقيدتها التى تكفر بالوطن ، ولا تؤمن بأبنائه ، كشفت عن مدى زيف ادعاءات تلك الجماعات بأنها إسلامية ، وكشفت أيضا وجهها القبيح الذى ينم عن جهل بالدين وكفر بالوطن ، كما كشفت عن صفحة من سجل تاريخها الإرهابى الأسود.
والغريب أنه ورغم كل تلك الجرائم ، قديمها وحديثها ، ما زالت هناك أصوات تطالب بمصالحة مع تلك الجماعات وعناصرها الإرهابية ، غير أن تلك الأصوات ما هى إلا همس لن يستمع له أحد من أبناء الوطن المخلصين.