أكرر حقائق راسخة حين أقول إن الإسلام كرّم المرأة ، ويصون كرامتها ويرفع شأنها ويحفظ حقوقها ، ويسمو بدينها وعلمها وعقلها وفكرها ، ورغم ذلك فإن بعض المشايخ يحطون من قدرها ، ويتعمدون إهانتها والتقليل من شأنها ، وتقتصر آرائهم وفتاويهم على جسدها دون عقلها ، والإسراف فى التنكيل بها واغتصاب حقوقها .
ما الذى يضير فى إبطال الطلاق الشفوى ، واستبداله بصيغة محترمة تحفظ كرامة الزوجة وأولادها وتصون بيتها ، ولا تجعل كلمة "أنت طالق " أو " عليا الطلاق "، مثل اللبانة فى أفواه بعض الرجال المنفلتين ، فينطقون بها عشرات المرات كل يوم ، بمناسبة وبدون مناسبة ، وبعضهم يعلم جيدا أنه يحلف بها كذبا ، ورغم ذلك يرفع بعض المشايخ سيوف التكفير ، ضد من ينادى بهذا التنظيم الأخلاقى ، الذى يحفظ نساءنا من الإهانة وسوء المصير ، وأسهل شىء هو تخوين وتكفير من يختلف معك فى الرأى ؟
سمعت آراءً لبعض رجال الدين المحترمين ، يطالبون ان يكون الطلاق موثقا ، مثل الزواج تماما منعا للعبث بهذا العقد المقدس، وقام بعضهم برفع دعوى قضائية امام مجلس الدولة ، سيصدر الحكم فيها قريبا ، بما يعنى أن الأمر ليس خروجا عن الإسلام ، ولكنه يقع فى إطار تحقيق المصالح دون إهدار الثوابت، فى مجتمع يوجد فيه رجال لا يقدرون معنى الحياة الزوجية ، ويضعون زوجاتهم فى كل وقت تحت سيف العبث بالطلاق الشفوى ، وتقع المرأة فى دوامة الشك والحلال والحرام ، ولا تعرف ما إذا كان من طلقها شفهيا ما زال زوجها ، أم مُحرما عليها ؟ .
بعض المشايخ يرتكبون جرائم حقيقية ضد المرأة ، مثل الذى يُفتى كل يوم بإباحة نكاح الصغيرات ، مع أن الأزمة فى مصر هى العنوسة وليس الاستمتاع بأطفال صغيرات ، وهذا النوع المصاب بالسعار الجنسى ، يسىء تفسير الآيات والأحاديث ، بما يخدم شهواته المريضة ، وينسب ذلك للإسلام والإسلام برىء منه .
هذه النوعية من المشايخ هى التى تفسد أى دعوة لتجديد الخطاب الدينى ، حتى تستمر الفوضى والعشوائية وإحكام السيطرة على ضمائر الناس ، ولا يجدى أن تقول لهم إن أحدا لا يمكن أن يزايد على تمسك المصريين بدينهم ، فأشيعوا بين الناس الرحمة والعدل ومكارم الأخلاق .