«مطلوب جواسيس للعمل بعض الوقت بأجر مجز.. تجسس واربح وحقق ذاتك.. نحن نشترى منك المعلومات».. لو وردت هذه العبارات فى فيلم سينما، أو مسلسل كوميدى، ربما أثارت صدمة، ورفض المشاهدون تصديقها، لكنها أصبحت حقيقة فى زمن الانفجار المعلوماتى، وبالرغم من كل التطور التكنولوجى، ماتزال أجهزة المخابرات عمومًا تبحث عن عملاء من دم ولحم.
لهذا نشرت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية إعلانات فى الصحف، ومواقع التواصل الاجتماعى، وعلى الطرقات تطلب جواسيس.. فعلتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ونجحت قبل ذلك فى تجنيد عملاء فى بعض الدول أثناء الحرب على الإرهاب.
لكن جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد»، والأمن الداخلى «الشاباك» يشكوان من عجزهما عن تجنيد جواسيس، بالرغم من نشر إعلانات.
وكشفت صحيفة «معاريف» أن «الموساد» و«الشاباك» فشلا فى تجنيد عملاء جدد عن طريق الإعلانات، واعتاد الجهازان تجنيد عملاء عن طريق إعلانات على موقعيهما على شبكة الإنترنت أو بالصحف، لكن الإعلانات لم تجلب عملاء جددًا.
«الموساد» و«الشاباك» نشرا إعلانات باللغتين العبرية والعربية، ووضعا «بانرات» فى مؤتمرات «الهاكرز» مع وعد بضمان السرية، وعائد مجز.
«الموساد» اعتاد التجنيد بالإعلانات، وكان يقلد الاستخبارات الأمريكية، وسبق لـ«الموساد» تجنيد عملاء، لكن هذه المرة يطلب جواسيس من كل دول العالم، خاصة الدول العربية وإيران، وبالطبع السبب معروف معرفة كل همسة، وإسرائيل لا تعرف أحدًا فى التجسس.
حتى الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من أنها حليف وداعم لإسرائيل، لم تنج من التجسس، وهناك قضية الجاسوس النووى الإسرائيلى جوناثان بولارد، الذى تم ضبطه ومحاكمته وسجنه فى أمريكا بعد ثبوت تهمة التجسس عليه، ورفض رؤساء الولايات المتحدة الغفران عنه بالرغم من توسلات إسرائيل. لكن تقارير فشل «الموساد» و«الشاباك» ليست نهائية، بل ربما كان تسريب تقارير الفشل مقصودًا منه حماية العملاء، وهناك تقارير عن نجاح إسرائيل وأجهزتها فى تجنيد عملاء عبر الإنترنت من بين فئات عمرية يتم تحليل شخصياتها، ومدى رغبتهم فى المال، واستعدادهم لتقديم معلومات بطرق سرية، وهناك قضية «جاسوس الفخ الهندى» أو «تمرير المكالمات»، وقد تمت عبر الإنترنت، ومن دون لقاءات مباشرة، ويقدم فيها الموساد إغراءات كبيرة، مقابل معرفة كل ما يجرى، بل والاتصال بجميع أطراف المعلومات، ولهذا تبقى الأكثر أمنًا خلال السنوات الأخيرة، حتى ولو بإعلانات الجواسيس، وربما تكون الشكوى من نقص جواسيس الفقرات الإعلانية مقصودة ضمن الخطط الموضوعة.