هل توافقنى الرأى عزيزى القارئ وهل اطمأن قلبك كما اطمأن قلبى لإنجازات هذا الجهاز المحترم المسمى بهيئة الرقابة الإدارية، التى تستحق منا جميعا كل التقدير والاحترام؟
أعتقد بحق أننا أمام المؤسسة الحكومية الوحيدة التى تغرد خارج السرب وتعزف سيمفونية التطهير التى طالما انتظرنا سماعها سنوات وسنوات، حتى تحول الحلم بين ليلة وضحاها إلى حقيقة واقعة تتكرر وتتضح ملامحها يوماً بعد يوم، لتؤكد لنا جميعا أن هناك مخلصين لله وللوطن يعملون بجد واجتهاد، فيكتب لهم الله التوفيق وتمنحهم جماهير المصريين الثقة التى غابت منذ زمنٍ بعيد ولم تعد.
وتتوالى الضربات الموجعة لرؤوس الفساد الموغلة المتمكنة من مفاصل الدولة، والتى كانت تظن أن النيل منها أمر مستحيل.! فلم نكن يوما نتصور أن تتم ملاحقة الوزراء أو مستشاريهم أو غيرهم من ذوى المناصب الحساسة المحصنة! لكنه بات أمراً طبيعياً وخبراً يومياً تتداوله نشرات الأخبار، فكان أحدثه القبض على مستشار وزير المالية المرتشى، والذى انضم لسلسلة المدانين بتهم الفساد والإفساد قاتلهم الله جميعاً.
هؤلاء الذين تصوروا أنفسهم يوماً فوق الحساب وبعيداً عن العقاب، وتحصنوا بكل ما هو زائل وكبدوا الدولة خسائر تقدر بالمليارات فى مقابل الملايين من المال الحرام الذى لم ولن ينفعهم يوما!.
هل تغار بقية أجهزة الدولة ومؤسساتها ووزاراتها من نجاح جهاز الرقابة الإدارية، واكتسابه ثقة المصريين فتحذو حذوه لعلها تجد لها من أزمتها مخرجا؟
هل تستفيق الحكومة التى تغط فى نومٍ عميق فلا تسمع أنات المواطنين، ولا ترى معاناتهم ولا تنجز شيئاً مما ينبغى عليها إنجازه؟
لكننا نبحث دائماً وأبداً عن الأمل، ونتحسس بوادر الخير ونتلمس خطوات الطريق الصحيح، فلنفرح ونتفاءل بانفراط عقد الفساد وتساقط الفاسدين واحدا تلو الآخر، ولنأمل فى المستقبل القريب بتغيير جذرى فى أداء كل مؤسسات الدولة لتسير فى الطريق الصحيح الذى طالما انحرفت عنه .فكما يقولون (طريق الألف ميل يبدأ بخطوة)، وها قد بادرت بها هيئة الرقابة الإدارية فهل ستتوالى الخطوات؟