قلنا ولازلنا.. إن غياب الحس السياسى لدى أى حكومة فى الدنيا ربما يدخلها فى مشاكل وأزمات بدون أى داعى وبالتالى لابد من التفكير جيدا قبل طرح أى مشروع أو قرار قد يمثل استفزازا للشارع، وهو ما حدث بالفعل حينما كشفت الحكومة الحالية عن نيتها زيادة مرتبات الوزراء ونواب الوزراء والمحافظين ونواب المحافظين على اعتبار أنهم غلابة قوى قوى.. ومش قادرين يتحملوا موجة الغلاء الأخيرة.. بينما المواطن المسكين الذى يعانى الأمرين فى الحصول على قوت يومه.. مش مهم خالص.. واضح أن الحكومة عندنا تخاصم المنطق ولا تعرف أبسط قواعد المواءمة السياسية والدليل الإعلان عن هذا المشروع فى هذا التوقيت بالذات وكأنها تريد أن تخرج لسانها للناس فى الشارع لذلك حسنا فعل مجلس النواب عندما أصر على زيادة مرتبات الموظفين وأصحاب المعاشات قبل زيادة مرتبات الوزراء والمحافظين..لأنهم ببساطة لو وافقوا على ذلك لسقطوا شعبيا فى الشارع دون أدنى شك !
يا أيتها الحكومة الميمونة.. ألم تتعلموا من الرئيس الذى بادر من تلقاء نفسه بالتنازل عن نصف راتبه لصالح البلد بينما أنتم تبحثون عن زيادة رواتبكم.. الآن.. فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تطالبون فيها الناس بالتحمل والصبر.. نهيك عن الأحاديث التى لا تنتهى عن الإجراءات القاسية التى يجب اتخاذها نتيجة التحديات التى تواجهنا وكأنه حلال عليكم.. وحرام علينا ؟!
يا سادة الشعب صبر بما فيه الكفاية لدرجة أن بعض المسئولين أنفسهم تعجبوا من صبره وهو ما أكده الرئيس نفسه فى أحد أحاديثه عندما أشاد بالموقف النبيل لهذا الشعب الأصيل الذى قرر أن يتحمل حتى النهاية أملا فى غد أفضل.. منتظرا قيام الحكومة بعلاج الأوضاع الاقتصادية السيئة وتحريك مرتبات المعاشات ولو بنسبة تساعد المواطن على التحمل وتحميه من السقوط فريسة الفقر والمرض والعوز وبالتالى لا يمكن لصاحب ضمير وطنى واحد أن يمرر مشروع زيادة مرتبات الوزراء والمحافظين المساكين فى هذا التوقيت.
نعم لقد عبرت السلطة ممثلة فى رأس الدولة عن احترامها لشعور المواطن وتفهمه للأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد لذلك على الحكومة فى المقابل أن تحترم معنوياته فتتخذ من الخطوات ما يمنحه الإحساس بأن السلطة تشعر به كما يشعر بها.. إنما اللى بيحصل عندنا من الحكومة بجد قمة الاستفزاز وكأننا نثير الناس.. مش قلتلكم مافيش حس سياسى خالص.. لا سامحكم الله ؟!
همسات:
- الحكومة التى تريد زيادة مرتبات وزرائها ومحافظيها ونوابهم بنسبة 80% لمواجهة الغلاء هى نفسها التى ترفض زيادة رواتب الموظف الغلبان بنسبة 10%.. واضح أن الحكومة مصرة على إخراج لسانها للناس.
- على فكرة الشعب يتفهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر وقرر أن يتحمل ما لا طاقة له به.. إنما على الحكومة أن تدرك أن للصبر حدود ؟!
- بالمناسبة التورط فى رفع مرتبات فئات بعينها دون باقى فئات الشعب المطحونة الأخرى من شأنه أن يثير الناس فى الشارع !!
- للمرة المليون اين الحس السياسى للحكومة..... مجرد سؤال ؟!
- الأفضل للحكومة أن تقرر وقف شراء السيارات الفارهة لكبار المسئولين ولتبدأ هى بنفسها بأن تخصص سيارة واحدة أو اثنين فقط لكل وزير أو محافظ.. مش كده ولا إيه ؟!
- كان الأولى بالحكومة أن تقدم للبرلمان مشروع لخفض رواتب المستشارين المنتشرين بالوزارات والهيئات والمصالح والتخلص من الأعداد الزائدة منهم عملا بمبدأ التقشف الذى أعلنت عنه بالتصريحات فقط !!
- الحكومة التى تطالب الشعب بالتقشف وربط الأحزمة لا تتردد فى طلب المزيد لوزرائها.. أين حمرة الخجل ؟!
"اللى بيحب مصر بجد.. لا ينظر للمقابل المادى فى هذه المرحلة الخطيرة.. مش كده ولا إيه ؟!