انتهت الدورة الـ48 من عمر معرض القاهرة الدولى للكتاب، وصار لزامًا قبل مجىء الدورة التالية، أن نعرف الميزات والعيوب التى وقعت هذا العام، حتى نعظم الجيد ونتجنب المسىء، لأن الزمن الذى نعيش فيه لا يعترف بالتاريخ، بل يعترف بالواقع وما يحدث فيه.
أولًا: اختيار الشاعر صلاح عبد الصبور شخصية المعرض كان أمرًا موفقًا جدًا، لأنه يعنى أننا نتنبه جيدًا لجيل صنع الفارق فى حياتنا الثقافية، ونحاول أن نعطيه جزءًا من حقه، لكننى لم أشهد فى البرنامج الرسمى الذى أقرته هيئة الكتاب حضور أحد من أسرة الشاعر للحديث عنه.
ثانيًا: الغيابات الكثيرة التى حدثت هذا العام ، هى ظاهرة غير مسبوقة، لدرجة أننا لم نستطِع حصر المعتذرين عن حضور الندوات، ومنهم حلمى النمنم وزير الثقافة، الشاعر الكبير أدونيس، زاهى حواس، جابر نصار، السيد يسين، وغيرهم، طبعًا الاعتذارات والغيابات أمر متوقع، لكن هذه الشخصيات معظمها لم يكن موجودًا فى مصر، مثل حلمى النمنم الذى كان مشاركًا فى مهرجان الجنادرية، وأعتقد أن الوزير كان يعرف مسبقًا أنه سيشارك فى المهرجان، ومع ذلك تم وضع اسمه فى الجدول.
ثالثًا: قال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس هيئة الكتاب، إن عدد زوار المعرض 4 ملايين زائر، بينما رأى حلمى النمنم، أنهم 6 ملايين، لأن عددًا كبيرًا ذهب بدعوة مجانية أو مجانًا، مثل طلبة الجامعات، وهو عدد مهم جدًا، يجب العمل عليه وزيادته فى المرة المقبلة، فكون هذه الملايين عرفت معرض الكتاب وذهبت إليه هو أمر لو تعلمون عظيم.
رابعًا: فى هذه الدورة غابت المناظرات تمامًا، كان الجميع يتحدثون فى اتجاه واحد، يؤيدون أو يدينون، لكن أن تتحول المنصة لفريقين يثريان الوعى بما يقولان، فذلك ما لم نره أو نسمع عنه فى هذه الدورة.
خامسًا: يجب وضع حل لسور الأزبكية وتزوير الكتب، والاقتراح الذى تقدم به هيثم الحاج على، لاتحاد الناشرين المصريين هو الأقرب للتنفيذ الصحيح، وهو أن يستأجر الاتحاد المساحة المحددة للسور، ويسمح بدخول الأكشاك التى تلتزم ببيع الكتب القديمة.
سادسًا: الأطفال كان لهم النصب الأكبر والأجمل فى كل شىء فى المعرض، وهذا كلام طيب، لأنه يعنى تنبهنا للمستقبل، فالفعاليات كانت تليق بأبنائنا، كما أن تخصيص جناح لكتبهم كان شيئًا عظيمًا.
سابعًا: نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب فى العام المقبل من أرض المعارض إلى التجمع «قرار خاطئ»، لأنه سيمثل مشقة على الناس، وعلى الجميع أن يعرفوا أن وجود محطة مترو الأنفاق كانت عاملًا أساسيًا فى زيادة عدد الزوار، الذين سيفكرون مرة وثانية وثالثة قبل أن يتوجهوا إلى أى مكان آخر.