* على الوزير أن يدرك أن الخسائر كثيرة منها المادى ومنها السياسى والمعنوى
الأحد الماضى قرر الاتحاد الدولى لكرة السلة نقل مقر الاتحاد الأفريقى للعبة، من القاهرة إلى كوت ديفوار، بعد فشل توفير قطعة أرض بمساحة 2500 متر لإقامة مقر جديد بدلا من الشقة التى يتخذها الاتحاد مقراً له فى منطقة وسط البلد بالقاهرة.
القرار فى مجمله يمثل كارثة كبيرة، خاصة إذا علمنا أن السبب فى قرار النقل يتعلق بأمر لوجستى وليس سياسة ينتهجها الاتحاد ضد مصر، والسبب هو أن الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة لم تستطع توفير قطعة أرض لإقامة مقر جديد يليق أولاً بمكانة مصر كدولة مقر، وثانياً بالاتحاد نفسه، فلا يعقل أن يمارس أعضاء الاتحاد مهامهم من داخل شقة.
الغريب فى الأمر، أن قرار النقل تم اتخاذه تحت علم وبصر المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الذى كان رد فعله على القرار غريباً، فهو لم يستاء ولم يغضب، ولم يبرر حتى ما حدث، لكنه اكتفى بالقول إنه رفض «طلب من الاتحاد الأفريقى للسلة بتجهيز المقر»، شارحاً الموقف من وجهة نظره بقوله فى تصريحات نقلها عنه الزميل رامى ناجى «منذ عام طلب الاتحاد الأفريقى للسلة من وزارة الرياضة المصرية تخصيص أرض تكون مقرًا للاتحاد بالقاهرة، وتمت الموافقة على الطلب، ثم فوجئنا بطلبهم تجهيز المقر، وهو الأمر الذى رفضته الوزارة لارتفاع التكاليف المادية للتجهيز».
الوزير يريد إقناعنا جميعاً بأن الوزارة رفضت فقط تجهيز المقر، رغم علمه أن هذا الأمر خاطئ، فالتجهيز هو مسؤولية الاتحاد الدولى للعبة، وليس دولة المقر، وأن السب الحقيقى فى نقل مقر الاتحاد الأفريقى للسلة من مصر إلى كوت ديفوار ليس كما قال الوزير، وإنما لـ«عدم استطاعتنا توفير قطعة أرض بمساحة 2500 متر، مع العلم أنهم كانوا سيتكلفون بنفقات البناء»، كما قال جاسر رياض عضو مجلس إدارة اتحاد السلة وعضو اللجنة الأولمبية، على صفحته الشخصية بموقع التواصل فيس بوك.
كما أكد عبد الحميد مسعود، أمين صندوق الاتحاد الأفريقى لكرة السلة، أن قرار النقل تم بعد محاولات كثيرة بعدم نقله، ولكنها فشلت جميعا، حتى تم حرمان مصر من المقر الأفريقى، نافياً ما قاله المهندس خالد عبد العزيز بشأن الطلب من مصر إنشاء المقر، وقال بلغة حاسمة إن «الاتحاد الدولى والأفريقى لم يطلبا من وزارة الرياضة تحمل تكاليف المقر الجديد، وكل ما طلبناه هو قطعة أرض فقط، على أن يتحمل الاتحاد الدولى تكاليف البناء والتجهيزات، وهو ما حدث فى الفرع الجديد بأبيدجان، حيث تحمل الاتحاد الدولى بناء المقر بساحل العاج».
النتيجة المنطقية لما حدث أن الأشقاء الأفارقة احتفلوا منذ أيام بوضع حجر الأساس لمقر الاتحاد الأفريقى الجديد، بعدما وفرت الحكومة الإيفوارية هناك أربعة آلاف متر، فى حين اكتفينا نحن بالصمت.
قد لا يدرك وزير الشباب والرياضة أن الدولة يحكمها توجه جديد منذ 30 يونيو، يقوم على الانفتاح على أشقائنا الأفارقة، ومساعدتهم فى توفير ما يحتاجونه وفقاً للمتوفر من إمكانيات لدى مصر، وأن اختيار مصر كدولة مقر لعدد من الاتحاد الأفريقية يصب فى النهاية فى صالح القوة الناعمة المصرية، وأن هناك الكثير من الإيجابيات التى تجنيها مصر من وراء ذلك، ستفتقدها بطبيعة الحال بعد قرار نقل مقر الاتحاد الأفريقى للسلة من مصر إلى كوت ديفوار، فالوزير عليه أن يدرك أن الخسائر كثيرة، منها المادى والكثير منها سياسى ومعنوى.