ملحمة الميكروباص وجيل يناير

نزلت من مقر الجريدة بمنطقة الدقى كانت الساعة تقارب على الواحدة ليلا البرد قارس، والجميع يرتجل فى الشوارع هربا من شتاء القاهرة القاهر لكل الملابس الشتوية المغطى بها الكثير من البشر، السيارات قليلة تعبر من حين لاخر، حتى قدمت أحداها لينادى مساعد السائق بمقولته المشهورة "دقى-جيزة"، أستقليت السيارة وكانت تشبه علبة التونة فى الازدحام، وفؤجئت بان من ينادى لإركب ليس مساعد السائق ولكن شباب افترشوا الميكروباص.

كانت الضحكات تملئ جنبات الميكروباص بسبب الازدحام شباب جميعهم فى مقتبل العمر، ليس بينهم عجائز وبالرغم من الازدحام كانوا يضحكون، وكانت هناك اربع فتيات جميعهن جلسنا فوق الكراسى لم يقف احد منهن وهذا يدل على مرؤة الشباب ساكنى ذلك الميكروباص، تفاعل السائق مع الجميع وأشغل جهازه الفاتك لطبلة الاذن، تلك السماعات التى تشغل جميع اركان ممكلته الخاصة لدرجة انه من الممكن ان تجد سماعة فوق اذنك مباشرة ولا تؤخذ أذنا فى الدخول الى مسامعك.

تعالت اصوات الشباب بالسيارة لمن يرونه بالشار ع "تعالى بس وهنشيل بعضينا" تلك الكلمة كانت كفلية بان تجعل ذلك الميكروباص شبيه بمولد السيد البدوى فى اواخر لياليه، حتى السلم الخارجى على باب الميكروباص كان يقف عليه 3 أشخاص، وفى الكنبة الاخيرة لمؤخرة ذلك الميكروباص تجد اعداد لاتحصى، وبالرغم من ذلك الجميع كان يضحك ليس على الازدحام لكن تحطيما لليأس، اليأس الذى لا يعرف طريقا لهؤلاء الشباب، الياس الذى لن يستطيع ان ينتصر عليهم، معركة الميكروباص تثبت ان هناك شباب يستطيع الفرح وسط الزحام، يستطيع الضحك وسط الألم، يستطيع النجاح وسط الفشل والضعف والانكسار، شبابا حطم المستحيل شبابا خرجوا على الظلم، وقالوا للفساد مقولة شهيرة "أرحل" وبالفعل رحل، شباب خرج بسلمية، وحققا حلما وثار، وعرف باقى الشعوب الثورية.

شباب مصر ليس بفاشل كما يدعى أعلام العار كما يشيع مذيعيه بان هؤلاء قلة، تتامر على بلدها، هنا شباب لفتوا أنظار العالم الى ثورتهم بما فعلوه داخل ميدان التحرير، جعلوا قادة العالم يتحدثون عنهم، ولكن بالداخل من يتبرأ منهم، يطلق عليهم الشائعات ينفر منهم باقى الشعب، يحرض عليهم الجلهة، جيل يناير حتى وان صمت موجود جيل يناير سبكون لعنة على كل خائن، جيل يناير حيا لن يموت.