هذا السؤال هو من أكثر الأسئلة تداولًا لدى الناس فى مصر، منذ زمن طويل، وليس مجرد سؤال عابر فى أوقات الحديث عن التغييرأو التعديل الوزارى، مثلما هو جار الآن فى التعديل فى حكومة المهندس شريف إسماعيل.
لماذا هذا السؤال يتردد على ألسنة الناس دائمًا؟
حكومات مصر المتعاقبة شغلها عدد كبير من الوزراء، ربما لا يتذكر الناس منهم الكثير إلا أصحاب البصمات الواضحة فى أدائهم الوزارى والسياسى خلال توليهم منصبهم الوزارى، وهم وزراء وشخصيات معدودة منذ الخمسينات وحتى الآن، وذلك يرجع للقدرات الشخصية والكفاءة والكاريزما التى تتوافر لدى بعض المسؤولين من الوزراء السابقين. أما الباقون فالناس ينظرون إليهم على أنهم مجرد كبار موظفين جاءوا إلى المنصب بدون أسباب معقولة، وحيثيات مقبولة تؤهلهم لاعتلاء المنصب ورؤية واضحة، لتطبيقها خلال سنوات توزيره. ثم فجأة أيضًا يرحلون دون إبداء الأسباب فى الرحيل والخلع والإبعاد من الوزارة. هل لأسباب شخصية وصحية أو لفساد أو لتقصير فى أداء الواجب أو لفشل فى تنفيذ ما هو مطلوب منه وفقًا لرؤية القيادة السياسية والدولة عمومًا؟
إذا عدنا للإجابة على السؤال أرى أن سؤال خروج أو رحيل الوزراء يعكس الدهشة والاستغراب من الخروج والدخول الذى لا يعرف الناس أسبابه.. فطالما أن الدخول غير معروف والخروج غير واضح ولا رؤية وخطط واضحة لدى الوزراء للإصلاح، فلماذا يرحلون سريعًا. هل لمجرد التغيير فقط أم لأسباب تتعلق بعدم القدرة ونقص الكفاءة وقلة الخبرة.
فالحكومات منذ 25 يناير 2011، تعاقب عليها حوالى 600 وزير..وأتحدى أن يعرف منهم أحد أسماء 5 أو 10 وزراء، ولماذا جاءوا ولماذا رحلوا، البعض على سبيل التندر، يقول إن مبارك كان «عنده حق»، فالوزراء أصبحوا معروفين لدى الناس جميعًا، وكأنهم من أفراد العائلة، وأصبح هناك ألفة وود عند رؤيتهم طوال 30 عامًا أو أكثر بدون إزعاج فى التغيير أو التعديل، طالما أن كل شىء يتم وفق المتفق عليه ووفق التوجيهات.
عمومًا نتمنى للتغيير الجديد أن يفسر للناس الأسباب والحيثيات فى الخروج والدخول السريع للوزراء فى مصر. ونتمنى أن يفرز وزير له رؤية واضحة وكاريزما مقنعة للناس.