لا أعرف المهندس هشام الشريف معرفة شخصية، لكنى أعرف أنه من أهم الكفاءات الوطنية ومن أكثر المهتمين بمصر وتاريخها وفنها، ولهذا فقد فرحت كثيرا حينما رأيت اسمه مطروحا فى القائمة التى تم إرسالها إلى مجلس النواب مرشحا لوزارة التنمية المحلية، وقد كان اسمه قد تردد فى بعض الأوساط السياسية منذ أيام باعتباره مرشحا لوزارة أخرى، لكنى فرحت كثيرا حينما رأيت اسمه مرشحا لوزارة التنمية المحلية، ما أحوج مصر إلى كوادر على قدر عال من الثقافة والعلم، وما أحوجنا إلى رؤية وزراء يحملون فى ضلوعهم ميلا فطريا للجمال والتناسق والرقى!
تتضاعف أهمية تولى الدكتور هشام الشريف لوزارة «صعبة» كوزارة التنمية المحلية إذا ما وضعنا فى حسباننا ما تمر به مصر من موجة تشويهية عاتية، ولعلك لاحظت مدى الجدل الذى أثاره وضع بعض التماثيل البدائية فى مياديننا برغم ما تحمله هذه «الموجة» من إيجابيات، فمعنى أن يجتهد مواطن «ما» ويصنع تمثالا فى ميدان حتى ولو كان مشوها هو معنى إيجابى فى حد ذاته، لأن هذا يدلنا على شيئين: الأول المواطن آمن بضرورة الفن وأهميته ولهذا اجتهد وصنع تمثالا فى الميدان، والثانى أن هذا المواطن تخلص من العقد البالية التى تزعم أن وضع التماثيل فى الميادين أمر محرم، بالإضافة إلى هذا فإن حالة استهجان القبح التى انتابت البعض بعد وضع هذه التماثيل تؤكد أن هناك استعدادا فطريا للجمال عند قطاع كبير من المواطنين، ولهذا أجد الفرصة سانحة تماما لتطوير مصر «جماليا» بشخصية كبيرة مثل «هشام الشريف».
بالإضافة إلى «الوعى الجمالى» الذى يتميز به «هشام الشريف» فإنه أيضا يعد من أهم الخبراء العالميين فى مجال تكنولوجيا المعلومات، ولا ينسى أحد أنه المؤسس الحقيقى لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وبهذا نتأكد من أنه «رجل دولة» يدرك تحديات العصر ويدرك أولوياته ويحسن قيادة مرؤوسيه، ولا يخفى على أحد أننا نعانى من غياب معلومات البنية التحتية فى مصر بشكل مخجل، كما نعانى من تفشى ظاهرة العشوائية التى تنتشر مثل السرطان نتيجة غياب ثقافة المعلومات التى تمكن الدولة من وضع رؤية مستقبلية تستوعب متغيرات الخارطة السكانية، وهذا كله يؤكد أن هذا المنصب كان بحاجة إلى رجل فى حجم «هشام الشريف».