ما أحوجنا اليوم إلى التحلى بالإنسانية والرحمة والشعور بآلام وأوجاع الغير فى هذا التوقيت الذى تخلى فيه الكثير والكثير عن مسئولياته تجاه المحتاجين.. لم تكن دعوة عادية تلك التى تلقيتها من أكثر من عامين لحضور تدشين ووضع حجر الأساس لمستشفى علاج الأورام فى الأقصر، كأول مستشفى لعلاج الأورام فى الصعيد كله، وقد كنت على علم بالمعاناة التى يعيشها أهالينا من مرضى الأورام، ورحلة العذاب التى يتكبدونها جراء إصاباتهم بهذه الأمراض اللعينة وهذه القصص دامية للقلب عندما يسردها أصحابها، ولم أكن أتخيل أن حجم المخطط لهذه المستشفى حتى تحدثت مع صاحب الفكرة والفضل فى التأسيس وأول المتبرعين بملايين الجنيهات لهذا الصرح الطبى العظيم وهو رجل الأعمال والخبير الاقتصادى الدولى حسين شكرى الذى سخر كل طاقاته وقدراته من أجل التخفيف من معاناة المرضى وتعاون معه المهندس حسام قبانى رائد العمل الخيرى فى مصر ومؤسس جمعية "الأورمان" صاحبة الأيادى البيضاء فى مجالات خيرية عديدة لصالح الإنسان المصرى فى القرى والصعيد، وتم تأسيس "شفا الأورمان" وبدأ العمل من أجل التأسيس ولم يكن العمل سهلاً بأى حال من الأحوال والجميع يعلم البيروقراطية وعديمى الإنجاز فى كل المواقع الحكومية لولا مساندة ودعم المهندس إبراهيم محلب، هذا الرجل الوطنى المحب لمصر وأهلها وذلك منذ أن كان وزيرًا للإسكان ثم رئيسًا للوزراء، ولم يكن العمل بالأمر السهل أو اليسير على كل المستويات ولكنه كان محاطًا بالخير وبأصحاب الخير من كل مكان بمصر وخارج مصر من أصحاب القلوب الطاهرة والبيضاء، ولم أكن أتصور أن يتم افتتاح المرحلة الأولى قبل موعدها المحدد كما لم أكن أتخيل حجم الحب والتبرع الذى فاق التصور والإصرار على الإنجاز بهذه السرعة والآن وأنا أشارك للمرة الثالثة مع صناع الأمل والرحمة والإنسانية أجد المستشفى أصبح صرحًا عظيمًا قلما نجده فى مصر يستقبل آلاف المرضى لعلاجهم بالمجان وتخفيف آلامهم فى موطنهم وبأحدث الأجهزة وعلى أيدى أفضل الأطباء فى مصر والعالم وبرعاية طبية غير مسبوقة على مستوى الإدارة والتمريض واستقبال المرضى وتأهيلهم نفسيًا وجسديًا، والاستعداد لتدشين المرحلة الثانية والثالثة من أجل تأسيس مستشفى لعلاج الأورام للأطفال فى الصعيد.. وكانت الزيارة مباركة ومليئة بالحب والخير والعطاء واجتمع فيها عدد كبير من رجال الأعمال والخير المستمرين والمكملين فى العطاء، كما لا يجب أن أنسى ما قدمه الدكتور "محمد بدر" محافظ الأقصر الذى واصل الليل بالنهار وأشرف على مراحل العمل لهذا الصرح بنفسه وما زال من أجل الأقصر والصعيد بأكمله، كما يجب أن نقدم الشكر لكل إنسان ساهم بأي شيء من أجل هذا العمل العظيم وهم كثر من أمثال "شريف عصمت عبد المجيد" هذا الرجل الذى تفرغ للعمل الخيرى والإنسانى وأيضًا "اللواء ممدوح شعبان، قائد كتيبة الإنجاز والأعمال فى كل شيء وغيرهم الكثير والكثير من المصريين المخلصين، ما حدث فى مستشفى علاج الأورام فى الأقصر مثال عظيم لابد أن يحظى به فى كل حياتنا إذا أرادنا أن نؤسس بشكل صحيح فى كل مؤسساتنا لأنه يرسخ للقدرة على العمل والتغيير ومنح الأمل فى الحياة للفقراء والغلابة ومن هنا لابد أن ننحنى ونقدم الشكر والتحية لكل من أحدث تغييرا للأفضل لحياه المصريين.. كما يجب أن أتجه بالشكر لكل من منحنى فرصة للتواجد وللمشاركة مع أصحاب القلوب الطاهرة والخيرة التى تعطى وتمنح الأمان والسعادة للمحتاجين.
مستشفى الأورام بالأقصر، علاج الأورام، مستشفى الأورام، الأقصر
محمد